وكان والد الشيخ حسن عطارا ـ ومن هنا جاءه اللقب ـ وكان لهذا الوالد مشاركة في بعض العلوم ، فما رأى من ولده إقبالا على العلم ، ساعده على تحصيله ، فكان يتردد على الأزهر ويحضر حلقات كبار مشايخه في ذلك العصر ، فلما جاء الفرنسيون الى مصر ١٧٩٨ هرب حسن إلى الصعيد خوفا على نفسه من أذاهم ، ثم عاد الى القاهر بعد قليل فاتصل ببعض رجال الحملة من العلماء فأفاد منهم وأطلع على كتبهم وآلاتهم وتجاربهم العلمية فكان ذلك بدء اتجاهه الى تقدير العلوم الطبيعية والمناداة بضرورتها وقد اشتغل في الوقت نفسه بتعليم اللغة العربية لبعض هؤلاء العلماء الفرنسيين ، كما اشتغل بالتدريب في الأزهر.
وقد عرف الشيخ حسن العطار بمؤلفاته الكثيرة ، كما عرف بأسلوبه الأدبي وعباراته الانشائية الأنيقة التي كانت تجري على طريقة الزخرف والمحسنات ، وله أشعار رقيقة ، أما ميله الى العلوم الطبيعية والرياضية والفلك والطب ، فيدل عليه كتبه ورسائله في كيفية عمل الأسطرلاب ، والربعين المقنطر والمجيب ، والطب والتشريح ، وأشكال التأسيس في علم الهندسة بالاضافة إلى اتقانه رسم المزاول الليلية والنهارية بيديه.
وقد امتاز حسن العطار بقراءاته الواسعة العميقة للكتب العربية والمعربة في زمانه ، ولم يختص بعلم معين ، او بفن بعينه من الفنون ، ولكنه كان حريصا على الإفادة من كل علم ، وكان يطرز الكتب التي يقرؤها بهوامشه وتعليقاته ، ويقول في ذلك في تلميذه الشيخ رفاعة الطهطاوي : كان له مشاركة في كثير من العلوم ، حتى في العلوم الجغرافية ، فقد وجدت بخطه هوامش جليلة على كتاب تقديم البلدان لإسماعيل أبي الفداء سلطان حماة المشهود أيضا بالملك المؤيد ، وللشيخ المذكور هوامش ايضا وجدتها بأكثر التواريخ وعلى طبقات الأطباء وغيرها ، وكان يطلع دائما على الكتب المعربة من تاريخ وغيرها .. وكان له ولوع شديد بسائر المعارف البشرية ..