الوطني ، وحب الإصلاح ... وكانت الصحف والمجلات تتسابق إلى أحاديثه في مختلف المناسبات ، وكان في الأزهر ركنا من أركانه ، وعلما من أعلامه ، أحبه الجميع ، وقدروا فيه العفة والنزاهة وطيبة القلب وحلاوة اللسان.
ولد رحمه الله عام ١٨٨٢ من أسرة كريمة ، عرفت بالورع والتقوى والعلم ، وحفظ القرآن الكريم ، ثم التحق بالأزهر ونال العالمية عام (١٣٢٦ ه ـ ١٩٠٨ م). وعين مدرسا بمدرسة ابتدائية ، ثم اختير للتدريس في الأزهر عام ١٩٠٩. وبدأت قصة كفاحه منذ عام ١٩١٢ م حين قامت الحرب الطرابلسية .. وكتب في ثورتنا الوطنية سنة ١٩١٩ م وما بعدها أروع الصفحات وأكرم الآيات. وقد اتجه إلى الرذائل الاجتماعية يحاربها ، فأعلن الحرب على البغاء والخمر ، وعلى المجون ، وعلى التبذل والاستهتار في المصايف والشواطىء. وكان أبو العيون كثير الاعتزاز بكرامته ، ولا نزال نذكر بالفخر قصة خطف احد رجال البوليس لعمامته. دون أن يعرف شخصيته ، أثناء حصار المعهد الأزهري الديني عام ١٩٤٦ ، واحتجاجه المشهور على رئيس الوزراء ، وإنذاره له بان طربوش رئيس الوزراء بعمامة أبي العيون ، واعتذار رئيس الحكومة له ـ وكان النقراشي باشا ـ في مأدبة غداء أقامها لهما أحمد عبد الغفار باشا .. ولأبي العيون كتب قيمة في تاريخ مصر والإسلام ، تدرس في الأزهر. وله مقالات وبحوث مشهورة. في محاربة البغاء جمعها في مؤلفات .. وقبيل وفاته نشرت مجلة «إلا خمسة» الجامعية حديثا وطنيا بعنوان «دم الانجليز ـ الذين يحاربوننا في القنال ـ غير معصوم» .. رحم الله أبا العيون ، لقد كان رجلا ، وكان بطلا ، وكان مؤمنا بربه ودينه ، وكان من الخالدين. تخرج الشيخ في الأزهر عام ١٩٠٩ ، وعمل مدرسا بوزارة المعارف ، ثم نقل إلى الأزهر وتقلب في وظائفه ، واشترك في الثورة المصرية عام ١٩١٩ وحكم عليه بالسجن ، وعين بعد الثورة مفتشا بالأزهر ، ثم اختير عام ١٩٣٥ شيخا لمعهد أسيوط ، ونقل في ١٩ مايو ١٩٣٥ شيخا لمعهد الزقازيق ، ثم نقل بعد سنوات شيخا لمعهد طنطا ، فالإسكندرية ، ثم اختير سكرتيرا عاما للأزهر ، وتوفي عليه رحمة الله في ٢٨