ليكمل الله لكم](١) خصال الخير : لا تجمعوا ما لا تأكلون ، ولا تبنوا ما لا تسكنون ، ولا تنافسوا فيما غدا عنه تزولون ، واتقوا الله الذي إليه ترجعون وعليه تقدمون ، وارغبوا فيما إليه تصيرون وفيه تخلدون.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنبأ السيد أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسين قال : سمعت القاسم بن محمّد الصوفي يقول : سمعت أحمد بن خلف الدمشقي يقول : سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول : سمعت أبا سليمان الدّاراني يقول : سمعت علقمة بن يزيد بن سويد بن الحارث يقول : سمعت أبي يقول : سمعت جدي علقمة بن الحارث يقول : قدمت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنا سابع سبعة من قومي ، فسلّمنا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فردّ علينا ، فكلّمناه وأعجبه كلامنا فقال : «ما أنتم؟» قلنا : مؤمنون ، قال : «لكلّ قول حقيقة ، فما حقيقة إيمانكم؟» ، قلنا خمس عشرة خصلة : خمس أمرتنا بها رسلك ، وخمس أمرتنا بها ، وخمس تخلّقنا بها في الجاهلية ، ونحن عليها إلى الآن إلّا أن ينهانا رسول الله.
قال : «وما الخمس التي أمرتكم بها؟» قال : أمرتنا أن نؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وبالقدر خيره وشره.
قال : «وما الخمس التي أمرتكم بها رسلي؟» قلنا : أمرتنا رسلك أن نشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنك عبده ورسوله ، ونقيم الصلاة المكتوبة ، ونؤدي الزكاة المفروضة ، ونصوم شهر رمضان ، ونحجّ البيت إن استطعنا إليه السبيل.
قال : «وما الخصال التي تخلّقتم بها في الجاهلية؟» قلنا : الشكر عند الرخاء ، والصبر عند البلاء ، والصدق في مواطن اللقاء ، والرضا بمرّ القضاء ، وترك الشماتة إذا حلت بالأعداء.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فقهاء أدباء كادوا يكونون أنبياء ، من خصال ما أشرفها» وتبسّم ثم قال : «وأنا أوصيكم بخمس خصال ليكمل الله لكم خصال الخير ، لا تجمعوا ما لا تأكلون ، ولا تبنوا ما لا تسكنون ، ولا تنافسوا فيما غدا عنه تزولون ، واتّقوا الله الذي إليه راجعون وعليه تقدمون ، وارغبوا فيما إليه تصيرون ، وفيه تخلدون» [٨٢٣٤].
ورواه غيره عنه ، فقال : عن علقمة بن يزيد عن أبيه عن جده سويد بن الحارث.
أنبأناه أبو علي الحداد ، أنبأ أبو نعيم ، نا الحسين بن عبد الله بن سعيد ، نا القاضي عمر بن الحسن الأشناني ، نا أحمد بن علي الحرّار قال : سمعت أحمد بن أبي الحواري
__________________
(١) ما بين معكوفتين أضيف عن م لايضاح المعنى.