المري ، كان شريفا شاعرا وشديد الغيرة ، وكانت الملوك تخطب إليه وهو الذي قال ـ أو تمثل :
إن بني ضرجوني بالدم |
|
من يلق أبطال الرجال يكلم |
شنشنة أعرفها من أخزم (١) |
أخبرنا (٢) أبو الحسين محمّد بن كامل قال : كتب إلي أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عمر العدل يخبرني عن أبي عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني ، قال (٣) :
عقيل بن علّفة بن الحارث بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن غطفان ، وأمه عمرة بنت الحارث بن عوف بن أبي حارثة المري ، وأختها البرصاء بنت عوف أم شبيب بن البرصاء ، وعقيل يكنى أبا الوليد وكان شاعرا شريفا تزوج إليه يزيد بن عبد الملك بن مروان ، ويحيى بن الحكم أخو مروان.
وخطب إليه إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي ، وهو خال هشام بن عبد الملك فأبى أن يزوّجه ، وكان غيورا جافيا وأراد أن يضرب ابنته بالسيف غيرة عليها فمنعه أخوها منها ، ورماه بسهم فانتظم فخديه فقال عقيل :
إن بنيّ ضرّجوني بالدم |
|
شنشنة أعرفها من أخزم |
من يلق أبطال الرجال يكلم |
|
ومن يكن ذا أود يقوّم |
قوله : شنشنة أعرفها من أخزم» قال جد أبي (٤) حاتم الطائي ، وهو بن عبد الله بن سعد بن أخزم بن أبي أخزم ، وإنما اجتلبه عقيل لما جاء موضعه ، وهو القائل (٥) :
وللدهر أثواب فكن في ثيابه |
|
كلبسته يوما أجدّ وأخلقا |
وكن أكيس الكيسى إذا كنت فيهم |
|
وإن كنت في الحمقى فكن أنت أحمقا |
وله يرثي ابنه (٦) :
__________________
(١) الرجز في الأغاني ١٢ / ٢٥٩ ومعجم الشعراء للمرزباني ص ٣٠١ ، وفيه أن الثالث قاله جد أبي حاتم الطائي وهو حاتم بن عبد الله بن سعد بن أخزم بن أبي أخزم. وفي اللسان (شنن) نسب الثالث إلى أبي أخزم الطائي.
وانظر تخريج الشعر في مختصر ابن منظور ١٧ / ١٢٤.
(٢) فوقها كتب في «ز» : «ح أو».
(٣) الخبر في معجم الشعراء للمرزباني ص ٣٠١.
(٤) بالأصل : «حدثني» بدل «جد أبي» والمثبت عن م وز.
(٥) البيتان في معجم الشعراء للمرزباني ص ٣٠١ ـ ٣٠٢.
(٦) البيتان في معجم الشعراء للمرزباني ص ٣٠٢ والأغاني ١٢ / ٢٦٨ الثاني فيها من أبيات ، والثاني في طبقات الشعراء للجمحي ص ١٩٧ والكامل للمبرد ٣ / ١٣٩١.