والذي (١) لا إله إلّا هو لبدع ، من قرأ القرآن واستقبل القبلة ، فصلّوا خلفه ، فإن يكن محسنا فله حسنة (٢) ، وإن يكن مسيئا فعليه (٣).
أخبرنا أبو (٤) غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو الطيب عثمان بن عمرو (٥) بن المنتاب ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا ابن المبارك ، أنا معمر قال :
كان هشام بن إسماعيل عزل ووقف للناس بالمدينة ، فمرّ به علي بن الحسين فأرسل إليه استعن بنا على من شئت ، فقال هشام : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ)(٦) ، وقد كان ناله أو بعض أهله بشيء يكرهه ، إذا كان أميرا.
أنبأنا أبو غالب (٧) شجاع بن فارس ، أنا محمّد بن علي بن الفتح ، وعلي بن أحمد الملطي ، قالا : أنا أحمد بن محمّد بن دوست العلّاف ـ زاد محمّد : ومحمّد بن عبد الله ابن أخي ميمي قالا : ـ أنا الحسين بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا الوليد بن القاسم الهمداني ، نا عبد الغفار بن القاسم قال :
كان علي بن حسين خارجا من المسجد فلقيه رجل ، فسبّه فثارت إليه العبيد والموالي ، فقال علي بن الحسين : مهلا عن الرجل ، ثم أقبل عليه ، فقال : ما ستر عنك من أمرنا أكثر ، ألك حاجة نعينك عليها؟ فاستحيا الرجل ، ورجع إلى نفسه ، قال : فألقى إليه خميصة (٨) كانت عليه ، وأمر له بألف درهم ، قال : وكان الرجل بعد ذلك يقول : أشهد أنك من أولاد الرسل (٩).
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، حدّثني عبد الرّحمن بن صالح ، نا عمرو بن هشام ، عن عبد الله بن عطاء قال : أذنب غلام لعلي بن حسين ذنبا استحق منه العقوبة ، فأخذ له السوط ، فقال : (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ)(١٠) ، وقال الغلام : وما أنا كذاك إنّي
__________________
(١) استدركت على هامش «ز».
(٢) كذا ، وفي «ز» : «فعليه حسنته» وفي م : فله حسنته.
(٣) تهذيب الكمال ١٣ / ٢٤٦ وبعدها استدرك على هامش «ز» : «إساءته» وبعدها صح.
(٤) كتب فوقها في «ز» : «ح» بحرف صغير.
(٥) في م و «ز» : عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب.
(٦) سورة الأنعام ، الآية : ١٢٤.
(٧) «غالب» استدركت على هامش «ز» ، وبعدها صح.
(٨) خميصة : كساء أسود مربع له علمان (القاموس).
(٩) تهذيب الكمال ١٣ / ٢٤٦.
(١٠) سورة الجائية ، الآية : ١٤.