لأرجو رحمة الله ، وأخاف عذابه ، فألقى السوط وقال (١) : أنت عتيق.
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، حدّثني أحمد بن عبد الأعلى الشيباني (٢) ، حدّثني أبو يعقوب المدني ، قال (٣) : كان بين حسن بن حسن وبين علي بن حسين بعض الأمر ، فجاء حسن بن حسن إلى علي بن حسين وهو مع أصحابه في المسجد ، فما ترك شيئا إلّا قاله له ، قال : وعليّ ساكت ، فانصرف حسن ، فلما كان الليل أتاه في منزله ، فقرع عليه بابه ، فخرج إليه ، فقال له علي : يا أخي ، إن كنت صادقا فيما قلت لي يغفر الله لي ، وإن كنت كاذبا يغفر الله لك ، السّلام عليكم ، وولّى.
قال : فاتّبعه حسن فلحقه ، فالتزمه من خلفه وبكى حتى رثى له ، [ثم قال :](٤) لا جرم (٥) لا عدت (٦) في أمر تكرهه ، فقال علي : وأنت في حلّ مما قلت لي.
قال : ونا ابن أبي الدنيا نا (٧) الحسن بن عبد العزيز الجروى ، نا الحارث بن مسكين ، نا عبد الله بن وهب ، نا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم قال : كان أبي يقول :
ما رأيت مثل علي قط ، قال ابن زيد : وشتمه رجل من أهل بيته وأسرع إليه وبلغ منه كل مبلغ وهو ساكت ، فلما مضى قال له بعض القوم : إنّ ما يقول حقا؟ قال : فقد دخل هذا في قلوبكم؟ قالوا : أو بعضنا؟ قال : انطلقوا بنا ، فأتى بيته ، فسلّم ، فخرج الآخر محتدا ، فقال : إن بعض القوم ظنّ أن الذي قلت أو بعضه حقّ ، فإن يكن ذلك حقا فإني أسأل الله الذي لا إله إلّا هو أن يغفر لي ، وإن كان الذي قلت عليّ باطلا فأسأل الله الذي لا إله إلّا هو أن يغفر لك ، قال : فأخذ بيده وقال : والله ما جعله الله حقا وإن كان لباطلا ، فلما مضينا ، قال : كيف رأيتم؟.
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، قال : حدثت عن عبد الله بن خبيق ، قال : سمعت موسى بن طريف قال : استطال رجل على علي بن حسين فتغافل عنه فقال له الرجل : إياك أعني ، فقال له علي : وعنك أغضي (٨).
__________________
(١) «قال» استدركت على هامش «ز» ، وبعدها صح.
(٢) بالأصل وم : النسائي ، والمثبت عن «ز» ، وتهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء.
(٣) الخبر من هذا الطريق رواه في تهذيب الكمال ١٣ / ٢٤٦ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٣٩٧ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠ ص ٤٣٦).
(٤) الزيادة عن «ز» ، ومكان «له ثم» بياض في م.
(٥) في المختصر : لأحرم.
(٦) في تهذيب الكمال : «لا نحدث».
(٧) «نا» كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(٨) تهذيب الكمال ١٣ / ٢٤٦.