فكم ترقع بآخرتك دنياك؟ وتركب في ذلك هواك؟ أراك ضعيف اليقين يا مؤثر الدنيا على الدين. أبهذا أمرك الرحمن؟ أم على هذا نزل القرآن؟
تخرب ما يبقى وتعمر فانيا |
|
فلا ذاك موفور ولا ذاك عامر |
وهل لك إن وافاك (١) حتفك بغتة |
|
ولم تكتسب خيرا لدى الله عاذر |
أترضى بأن تفنى الحياة وتنقضي |
|
ودينك منقوص ومالك وافر |
أخبرنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٢) ، نا سليمان بن أحمد ، نا محمّد بن زكريا الغلّابي ، نا العتبي ، نا أبي قال : قال علي بن الحسين ـ وكان من أفضل بني هاشم ـ لابنه : يا بني اصبر على النوائب ، ولا تتعرض للحقوق ، ولا تجب أخاك إلى الأمر الذي مضرته عليك أكثر من منفعته له.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا علي بن عبد العزيز ، نا علي بن المديني ، نا سفيان بن عيينة قال : قيل لعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : [من] أعظم الناس خطرا (٣)؟ قال : من لم يرض الدنيا خطرا (٤) لنفسه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن سعيد ، نا أبو القاسم السّميساطي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السّلمي ، نا أبو هاشم وزيرة بن محمّد الغسّاني ، نا إسماعيل بن محمّد بن إسحاق ، نا الحسين (٥) بن زيد ، عن عمر بن علي بن الحسين ، قال : سمعت علي بن الحسين يقول : الفكرة مرآة تري (٦) المؤمن حسناته وسيئاته.
أخبرنا أبو العزّ بن كادش فيما قرأ عليّ إسناده وناولني إياه وقال اروه عني ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا ، نا أبي ، نا أبو أحمد الختلي ، نا محمّد بن يزيد مولى بني هاشم ، نا محمّد بن عبد الله القرشي ، حدّثني محمّد بن عبد الله الأسدي ، عن
__________________
(١) الأصل : «وفاك» والمثبت عن م و «ز».
(٢) الخبر في حلية الأولياء ٣ / ١٣٨ وتهذيب الكمال ١٣ / ٢٤٧.
(٣) الخطر بالتحريك ، هنا القدر والمنزلة. يقال : أخطر فلان فلانا صار مثله في الخطر (تاج العروس بتحقيقنا : خطر).
(٤) الخطر هنا محركة أيضا العوض والحظ والنصيب (تاج العروس : خطر).
(٥) الأصل : الحسن ، والمثبت عن م ، و «ز».
(٦) الأصل وم و «ز» : توري ، والمثبت عن المختصر.