المبارك ، أنا موسى بن عليّ بن رباح قال : سمعت أبي يقول : سمعت عقبة بن عامر يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تعلّموا كتاب الله وتعاهدوه ، وتغنّوا به ، فو الذي نفس محمّد بيده لهو أشدّ تفلّتا من المخاض من العقل» [٨٣٣٧].
كتب إليّ أبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن ، وأبو محمّد حمزة بن العبّاس بن علي ، وحدّثني (١) أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو الفضل أحمد بن محمّد ، قالا : أنا أبو بكر الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن مندة.
وحدّثني أبو بكر أيضا ، أنا أبو عمرو بن مندة ، عن أبيه ، نا أبو سعيد بن يونس ، حدّثني عاصم بن زارح بن رجب الخولاني ، نا أبو قرّة الرّعيني ، حدّثني أبي ، عن الحسين بن معاوية النّصيري ، عن موسى بن عليّ بن رباح ، عن أبيه أنه قال :
وفدنا مع معاوية بن حديج (٢) على معاوية بن أبي سفيان من أفريقية ، فجعل معاوية يسأل ابن حديج عن أهل مصر ، ويخبره عنهم ، فقال معاوية بن أبي سفيان : يا ابن حديج ، إني وجدت أهل مصر على ثلاثة أصناف : فثلث ناس ، وثلث أشبه الناس بالناس ، وثلث لا ناس ، فقال معاوية بن حديج : فسّر لنا يا أمير المؤمنين هذا ، قال : أمّا الثلث الذين هم الناس : فالعرب ، والثلث الذين يشبهون الناس : الموالي ، والثلث الذين لا ناس فالمسالمة.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، حدّثني إبراهيم بن المنذر ، حدّثني ابن وهب ، أخبرني عبد الرّحمن بن شريح أنه سمع الحارث بن يزيد يحدّث عن علي بن رباح قال :
خرجت مع عبد العزيز بن مروان إلى الشام يوم انتفض بهم عمرو بن سعيد ، فلما فرغوا منه انصرف عبد العزيز قافلا لا يترك منزلا إلّا غشيه جماعة من الناس يسألونه ، ويذكرون بلاءهم ..... (٣) ، فأنكرت ذلك من صنيعهم ، فقلت لعبد العزيز : لقد أظهر الناس من المسألة وأجازوها فيما بينهم ، وما كان الناس يرضون بذلك لأنفسهم ، ولا يجيزونها فيما بينهم ، فقال عبد العزيز : إنه كان للناس أبواب من المعاش مفتّحة لهم ، كانت تغنيهم عن المسألة ، فلما أغلقت عليهم تلك الأبواب اضطرهم ذلك إلى المسألة ، فقلت : وما يمنع أمير
__________________
(١) في م : ثم حدثني.
(٢) ورد بالأصل وم في كل مواضع الخبر : خديج ، بالخاء المعجمة ، تصحيف والصواب بالحاء المهملة ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٣ / ٣٧.
(٣) كلمة غير مقروءة بالأصل وم.