الأشعث ذكر ذلك لعمر بن الخطّاب وقال له عثمان بن عفّان : أتراني نسيت ما قال لك عمر ، ثم قال : يرثها أهل دينها (١).
وقد روي عن سليمان من وجه آخر عن محمّد ، وليس فيه سؤال محمّد.
أخبرناه أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنبأنا أبو سعد محمّد بن الحسين بن عبد الله بن أبي علانة (٢) ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأنا أبو القاسم البغوي ، حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد النّرسي ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن يحيى بن سعيد ، عن سليمان بن يسار ، عن محمّد بن الأشعث بن قيس أنّ عمة الأشعث ماتت وهي نصرانية فلم يورثه عمر منها شيئا.
وروي من وجه آخر أنّ الأشعث هو الذي استفتى عمر.
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله أيضا ، قالا : أنبأنا محمّد بن الحسين الفقيه قال : قرئ على أبي طاهر الذهبي ، أنبأنا أبو القاسم البغوي ، حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد ، حدّثنا حمّاد عن داود بن أبي هند ، عن الشعبي ، عن مسروق بن الأجدع.
أن الأشعث بن قيس قدم وافدا على عمر بن الخطّاب وقد ماتت عمته المغزلة بنت الحارث وكانت نصرانية ، فقال عمر : أتريد ميراث المغزلة بنت الحارث؟ قال : نعم ، قال عمر : إنّه لا يتوارث أهل ملّتين شيء (٣).
[قال ابن عساكر :](٤) وهذا أشبه بالصواب ، فإنّ محمّدا يصغر عن ذلك ، وإنّما ولد بعد أبي بكر ، أو في خلافته ، وأبو الأشعث بقي إلى زمان الحسن بن علي ، وهو كان الوارث لأنها عمته أو عمة ابنه فهي أخته ، ونسبها يدل على أنّها عمته ، فحديث مالك وهم ، والله أعلم (٥).
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن جعفر الأدمي القارئ ، حدّثنا أبو العيناء ، حدّثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني ، حدّثنا أبي ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن محمّد بن الأشعث الكندي قال : إنّ لكل شيء دولة حتى أنّ للحمق على العقل دولة.
__________________
(١) الإصابة ٣ / ٥٠٩ وتهذيب التهذيب ٥ / ٤٤.
(٢) في «ز» : علان.
(٣) كذا بالأصل ، و «ز» ، ود.
(٤) زيادة منا للإيضاح.
(٥) انظر تهذيب التهذيب ٥ / ٤٤.