أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأنا أحمد بن سليمان ، حدّثنا الزبير بن بكّار قال في تسمية ولد علي بن أبي طالب ، قال (١) : وولد علي بن أبي طالب فذكر جماعة ثم قال : وعبيد الله وأبا بكر ابني علي لا بقية لهما ، كان عبيد الله بن علي قدم على المختار بن أبي عبيد الثقفي حين غلب المختار على الكوفة ، فلم ير عند المختار ما يحبّ ؛ زعموا أن المختار قال : إنّ صاحب أمرنا هذا منكم رجل لا يحيك فيه السلاح ، [فإن شئت ، جربت فيك السلاح](٢) فإن كنت صاحبنا لم يضرّك السلاح ، وبايعناك ، فخرج من عنده ، فقدم البصرة فجمع جماعة ؛ فبعث إليه مصعب بن الزّبير من فرّق جماعته وأعطاه الأمان ، فأتاه عبيد الله فأكرمه مصعب فلم يزل عبيد الله مقيما عنده حتى خرج مصعب بن الزّبير إلى المختار ، فقدّم بين يديه محمّد بن الأشعث ، وأم محمّد بن الأشعث أم فروة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر الصّدّيق لأبيه ، فضمّ عبيد الله إليه ، فكان مع محمّد في مقدمة مصعب ، فبيّته أصحاب المختار ، فقتلوا محمّدا ، وقتلوا عبيد الله تحت الليل ، فلما قتل المختار قال مصعب للأحنف ابن قيس : يا أبا بحر ، إنه ليتنغّص عليّ هذا الفتح إن لم يكن عبيد الله بن علي ومحمّد بن الأشعث حيين فيسرّا به ، أما إنه قتل عبيد الله شيعة أبيه وهم يعرفونه ، وأم عبيد الله وأبي بكر ابني علي ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلميّ بن جندل بن نهشل بن دارم ولسلميّ بن جندل يقول الشاعر :
يسود أقوام وليسوا بسادة |
|
بل السيّد الميمون سلم (٣) بن جندل |
وكان قتلهما في سنة سبع وستين.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة قال (٤) : وفيها ـ يعني ـ سنة سبع وستين قدم محمّد بن الأشعث بن قيس ، وشبث بن ربعي البصرة يستنصران على المختار ، وبعث المختار أحمد بن سميط ومعه أبو عمرة كيسان مولى عرينة إلى البصرة ، قال : وحدّثنا خليفة ، حدّثنا سليمان حرب ، حدّثنا غسّان بن نصر ، حدّثني سعيد بن يزيد قال : بعث
__________________
(١) راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٤٠ و ٤٣.
(٢) الزيادة للإيضاح عن نسب قريش.
(٣) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : سالم.
(٤) رواه خليفة بن خيّاط في تاريخه.