بابن صالح الأعلم وجرى ذكر علي بن أبي طالب ، فجرى خطاب فقال له محمّد بن جرير : من قال : إن أبا بكر وعمر ليسا بإمامي هدى أيش هو؟ قال : مبتدع ، فقال له الطّبري إنكارا عليه : مبتدع ، مبتدع ، هذا يقتل ، من قال : إن أبا بكر وعمر ليسا إمامي هدى ، يقتل يقتل.
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن الحسن بن حمزة بن الحسين (١) بن حمدان بن أبي فجّة البعلبكي ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين (٢) بن عبد الله بن محمّد بن أبي كامل ـ إجازة ـ حدّثنا عثمان بن أحمد الدّينوري أبو سعيد قال :
حضرت مجلس محمّد بن جرير الطّبري وحضر الوزير الفضل بن جعفر بن الفرات ، وكان قد سبقه رجل للفرات فالتفت إليه محمّد بن جرير فقال له : ما لك لا تقرأ؟ فأشار الرجل إلى الوزير ، فقال له : إذا كانت لك النوبة فلا تكترث لدجلة ولا لفرات.
أخبرنا أبو محمّد محمود بن أحمد بن عبد الله بن الحسين الحللي (٣) ، وحدّثنا الشيخ الإمام أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن إبراهيم الكروي ـ إملاء في الجامع بأصبهان ـ قال : أنشدت لمحمّد بن جرير الطّبري :
عليك بأصحاب الحديث فإنهم |
|
على نهج للدين لا زال معلما |
وما الدين إلّا في الحديث وأهله |
|
إذا ما دجى الليل البهيم وأظلما |
وأعلى البرايا من إلى السّنن اعتزى |
|
وأغوى البرايا من إلى البدع انتما |
ومن ترك الآثار ضلل سعيه |
|
وهل يترك الآثار من كان مسلما؟ |
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن بن قبيس ، قالا : حدّثنا [ـ و](٤) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر أحمد بن علي (٥) ، أنشدنا علي بن عبد العزيز الطاهري ، ومحمّد بن جعفر بن علّان الشروطي ، قالا : أنشدنا مخلد بن جعفر الدقّاق ، أنشدنا محمّد بن جرير الطّبري (٦) :
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي «ز» ، ود : الحسن.
(٢) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : الحسن ، تصحيف ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٣٩.
(٣) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : «الجيلي» والمثبت يوافق مشيخة ابن عساكر ٢٣٥ وقد ضبطت اللفظة عن هامش المشيخة.
(٤) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.
(٥) الخبر والأبيات في تاريخ بغداد ٢ / ١٦٥.
(٦) والأبيات أيضا في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٢٧٦ ومعجم الأدباء ١٨ / ٤٣ ووفيات الأعيان ٤ / ١٩٢.