أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «قلب الشيخ شاب في حب اثنتين : طول الأمل ، وحب المال» [١١١٠١]
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن ، أنبأنا أبو سعد علي بن عبد الله بن أبي صادق ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن باكوية ، قال : سمعت أبا أحمد الصغير قال : سمعت أبا عبد الله بن خفيف يقول : دخلت دمشق فقصدت الفقراء وسلّمت عليهم ، وأحضر طعام فمددت يدي معهم ، وكان عليّ صوف مصريّ وعمامة كحلي ، كان قد فتح عليّ قبل دخولي إلى دمشق بأيام ، فتوهم واحد منهم أن معي معلوما (١) أو لي يسار ، فقال لي : ألا تستحي من الله ، تأكل خبز الفقراء وأنت غني ، قال : فقلت : ما علمت أن للفقراء خبزا ، ولو علمت ما أكلت ، ثم أمسكت يدي ، فسمع الدّقّي فاستخفّ بالرجل استخفافا شديدا ، ثم عرّفني إليهم ، فجاء الرجل معتذرا ، فقلت : يا أخي ، إنّ خبز الفقراء لا مالك له ، وإنما هو لمن يأكل ، لأن الفقير لا يملك.
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل ، أنبأنا محمّد بن يحيى بن إبراهيم بن محمّد ، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال (٢) : محمّد بن خفيف بن اسفكشاذ الضّبّي ، أبو عبد الله المقيم بشيراز ، كانت أمّه نيسابورية ، هو اليوم شيخ المشايخ ، وتاريخ الزمان ، لم يبق للقوم أقدم منه سنا ، ولا أتمّ حالا ووقتا ، صحب رويما (٣) والجريري (٤) ، وأبا العباس بن عطاء (٥) ، ولقي الحسين بن منصور ، وهو أعلم المشايخ بعلوم الظاهر ، متمسكا (٦) بعلوم الشريعة من الكتاب والسنّة ، وهو فقيه على مذهب الشافعي.
قال أبو عبد الله بن خفيف : الأكل مع الفقراء قربة إلى الله ، وقال أبو عبد الله : ما سمعت شيئا من سنن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إلّا واستعملته حتى الصّلاة على أطراف الأصابع وهي صعبة.
__________________
(١) بالأصل ، ود ، و «ز» : «معلوم».
(٢) انظر طبقات السلمي ص ٤٦٢ وسير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٤٢.
(٣) بالأصل ود ، و «ز» : «رويم» وهو أبو محمد رويم بن أحمد البغدادي توفي سنة ٣٠٣ ، راجع أخباره في الرسالة القشيرية ص ٣٩٠.
(٤) هو أبو محمد أحمد بن محمد بن الحسين الجريري ، من أصحاب الجنيد راجع أخباره في الرسالة القشيرية ص ٤٠٢.
(٥) هو أبو عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري توفي سنة ٣٦٩ في صور ، شيخ الشام. راجع أخباره في الرسالة القشيرية ص ٤١٥.
(٦) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وفي سير أعلام النبلاء : «متمسك».