ابن حزم قال : صلى محمّد بن عمرو بن حزم يوم الحرّة وإنّ جراحه لتثعب دما ، وما قتل [إلّا نظما](١) بالرماح.
قال (٢) : وأنبأنا محمّد بن عمر ، حدّثني إسماعيل بن مصعب بن إسماعيل بن زيد بن ثابت ، عن إبراهيم (٣) بن زيد بن ثابت قال : يقول محمّد بن عمرو يومئذ رافعا صوته : يا معشر الأنصار أصدقوهم الضرب فإنهم قوم يقاتلون على طمع الدنيا ، وأنتم تقاتلون على الآخرة ، قال : ثم جعل يحمل على الكتيبة منهم فيفضّها حتى قتل.
قال (٤) : وأنبأنا محمّد بن عمر ، حدّثني عتبة بن جبيرة ، عن عبد الله بن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد بن جحش عن أبيه قال :
جعل الفاسق مسرف بن عقبة يطوف على فرس له في القتلى ومعه مروان بن الحكم ، فمرّ على محمّد بن عمرو بن حزم وهو على وجهه واضعا جبهته بالأرض ، فقال : والله لئن كنت على جبهتك بعد الممات لطال ما افترشها حيّا ، فقال مسرف : والله ما أرى هؤلاء إلّا أهل الجنّة ، لا يسمع هذا منك أهل الشام فتكركرهم عن الطاعة ، قال مروان : إنهم بدّلوا وغيّروا.
قال محمّد بن عمر : كانت وقعة الحرّة بالمدينة في ذي الحجّة سنة ثلاث وستين في خلافة يزيد بن معاوية.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنبأنا أبو الحسين الطّيّوري ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد المعدّل ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن شيبة (٥) بن أبي شيبة ، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن الحارث الخرّاز ، عن أبي الحسن علي بن محمّد بن أبي سيف (٦) المدائني عن علي بن مجاهد ، عن محمّد بن عمارة قال :
قدمت الشام في تجارة ، فقال لي رجل : من أنت؟ قلت : رجل من أهل المدينة ، قال : خبثة ، قال : سبحان الله يسمّيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم طيبة ، وتقول أنت خبيثة ، قال : إنّ لي ولها لشأنا ، لما خرج الناس إلى قتال الحرة مع مسلم رأيت في منامي أني أقتل رجلا يقال له :
__________________
(١) زيادة لازمة عن «ز» ، وابن سعد.
(٢) المصدر السابق.
(٣) في ابن سعد : إبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت.
(٤) طبقات ابن سعد ٥ / ٧٠ ـ ٧١.
(٥) كذا بالأصل ، وفي «ز» : قتيبة.
(٦) بالأصل : «يوسف» تصحيف ، والمثبت عن «ز» ، وهو علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف.