ابن عفّان إلى محمّد بن عمرو بن حزم أنّا نرمى من قبلك بالليل ، فقال : ما نرميه ولكن الله يرميه ، فأخبرت عثمان فقال : كذب ، لو رماني الله عزوجل ما أخطأني.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، ثنا أبو بكر الخطيب.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب [نا](١) عبيد الله بن معاذ ، ثنا أبي ، ثنا ابن عون ، عن محمّد ، وذكر يوم الحرّة فقال :
كان تحت راية الأنصار يومئذ أقلّ من مائة ، فقتل منهم أكثر من تسعين ، قال ابن عون لما كانت تلك الوقعة لم يشخص محمّد بن حزم حتى قدم عليه رجل صحب أهل الشام ، فأخبره أنه فارقهم بمكان كذا وكذا ، وأنهم يريدون السبي ، فلما رأى محمّد شخص وتجهيز الناس ، فسمعت ابن عفير أو غيره إن شاء الله يقول : قتل يوم الحرة عبد الله بن زيد بن عاصم ، ومعقل بن سنان الأشجعي ، ومحمّد بن عمرو بن حزم.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، ثنا الحسين بن الفهم ، ثنا محمّد بن سعد (٢) ، أنبأنا محمّد بن عمر ، حدّثني عبد الجبّار بن عمارة بن عمرو بن حزم عن عبد الله بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم قال : كان محمّد بن عمرو بن حزم قد أكثر أيام الحرة في أهل الشام القتل ، وكان يحمل على الكردوس (٣) منهم فيفضّ جماعتهم ، وكان فارسا قال : فقال قائل من أهل الشام : قد أحرقنا هذا ، ونحن نخشى أن ينجو على فرسه ، فاحملوا عليه حملة (٤) واحدة ، فإنه لا يفلت من بعضكم ، فإنا نرى رجلا ذا بصيرة وشجاعة ، قال : فحملوا عليه حتى نظموه في الرماح ، فلقد مال ميتا ورجل من أهل الشام كان اعتنقه حتى وقعا جميعا ، فلما قتل محمّد بن عمرو انهزم الناس في كل وجه ، حتى دخلوا المدينة ، فجالت خيلهم فيها ينتهبون ويقتلون.
قال (٥) : وأنبأنا محمّد بن عمر (٦) ، حدّثني عبد الجبّار بن عمارة ، عن محمّد بن أبي بكر
__________________
(١) زيادة للإيضاح عن «ز».
(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ٧٠.
(٣) الكردوس : القطعة العظيمة من الخيل.
(٤) بالأصل : «جملة» والمثبت عن «ز» ، وابن سعد.
(٥) القائل : محمد بن سعد ، والخبر في الطبقات الكبرى ٥ / ٧٠.
(٦) بالأصل و «ز» : «عمرو» تصحيف.