بكر بن محمّد الورثاني ، ثنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن إبراهيم ، ثنا أبو عبد الرّحمن بن الدرفس ، ثنا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت محمّد بن المبارك يقول : لكلّ شيء ثمرة ، وثمرة المعرفة الإقبال على الله عزوجل.
قال : وأنبأنا أبو باكوية ، ثنا عبد الله بن سعيد الموصلي ، حدّثني محمّد بن هارون بن شعيب ، حدّثني الخطّاب بن سعد الخير ، ثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم قال : قال محمّد بن المبارك الصوريّ : بينا أنا أجول في جبال بيت المقدس إذا أنا بشخص منحدر من جبل ، فتأملت الشخص فإذا هي امرأة ، وعليها مدرعة من صوف وخمار من صوف ، فلمّا دنت مني سلّمت عليّ ورددت عليهاالسلام ، فقالت : يا هذا ، من أين أقبلت؟ قلت لها : غريب ، قالت : يا سبحان الله ، وتجد مع سيّدك وحشة الغربة ، وهو مؤنس الغرباء ، ومحدّث الفقراء؟ قال : فبكيت ، فقالت : يا هذا ، ممّ بكاؤك؟ ما أسرع ما وجدت طعم الدواء؟ قلت : أولا يبكي العليل إذا وجد طعم العافية؟ قالت : لا ، قلت : ولم ذاك؟ قالت : إنه ما وجد القلب خادما هو أحبّ إليه من البكاء ، ولا وجد البكاء خادما هو أحب إليه من الشهيق والزفير في البكاء ، فقلت لها : عظيني ، فأنشأت تقول :
دنياك غرّارة فذرها |
|
فإنها مركب جموح |
دون بلوغ الجهول منها |
|
منيّته نفسه تطوح |
لا ترد الشّرّ واجتنبه |
|
فإنه فاحش قبيح |
والخير خير فدم عليه |
|
فإنه واسع فسيح |
فقلت لها : زيدي في الموعظة ، فقالت : سبحان الله ، ما كان في موعظتنا من الفائدة ما يغنيك؟ قال : فقلت لها : لا غناء عن طلب الزوائد ، فقالت : يجب أن تحب ربك شوقا إلى لقائه ، فإنّ له يوما يتجلّى فيه لأوليائه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب (١) قال : وفيها ـ يعني ـ سنة خمس عشرة ومائتين ، مات محمّد بن المبارك الصوريّ.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي طاهر ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي
__________________
(١) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان ١ / ١٩٩.