روى عنه من أهل مصر : عبد الله بن وهب ، وإسحاق بن الفرات ، وسعيد بن أبي مريم ، وسعيد بن عفير ، وعزل عن القضاء في صفر سنة خمس وثمانين ومائة.
كتب إليّ أبو سعد بن الطّيّوري يخبرني عن أبي عبد الله الصوري ، أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر بن النحّاس قال : قال لنا أبو عمر محمّد بن يوسف الكنديّ : ثم ولي القضاء بها محمّد بن مسروق الكنديّ ـ ونسبه أبو عمر ، فقال : أبو عبد الرّحمن محمّد بن مسروق بن معدان بن المرزبان بن النّعمان بن زيد بن شرحبيل بن يزيد بن امرئ القيس بن عمرو بن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة ، من أهل الكوفة ـ من قبل أمير المؤمنين هارون الرشيد ، قدمها يوم السّبت لخمس خلون من صفر سنة سبع وسبعين ومائة ، أخبرني بذلك ابن واقد (١) عن أبيه عن عبيد الله بن سعيد عن أبيه قال سعيد : فلمّا قدم شدّد في الحكم ، وأعدى على العمّال ، وأنصف منهم.
قال : وأنبأنا أبو عمر ، حدّثني ابن قديد ، عن عبيد الله ، عن أبيه أن محمّد بن مسروق لمّا قدم إلى مصر اتخذ قوما من أهلها للشهادة ، وسمهم بها ، وأوقف سائر الناس ، فوثبوا به ، ووثب بهم ، وشتموه وشتمهم ، وكانت منه هنات إلى أشرافهم إلى هاشم بن خديج ، وحويّ ابن حويّ ، وغيرهما.
قال : وأنبأنا أبو عمر ، حدّثني ابن قديد ، وأبو سلمة ، عن يحيى بن عثمان قال : سألت يحيى بن عبد الله بن بكير : هل كان خير (٢) بن نعيم [يقضى](٣) بين النصارى على باب المسجد؟ فقال يحيى : قد أدركت القضاة يجعلون لهم يوما في منازلهم ، وأوّل من أدخلهم المسجد محمّد بن مسروق ، قال يحيى : وما كان بأحكامه بأس ، ما كان يتعلق عليه فيها بشيء ، ولكنه كان من أعظم الناس تكبرا.
قال : وأنبأنا أبو عمر ، أخبرني ابن قديد عن يحيى بن عثمان ، وأبي الزقزاق أن هاشم بن خديج خوصم إلى محمّد بن مسروق. فقال له ابن مسروق : إنّما أنت من السكون (٤) ، ولست من الملوك ، فقال هاشم : ليس لهذا حضرنا ، والله لا حضرت لك مجلسا أبدا ، ومن تظلم إليك مني فأعده عليّ واقض له في مالي بما يدّعيه.
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي «ز» : ابن قديد.
(٢) كذا بالأصل ، وفي «ز» : عمر بن نعيم.
(٣) زيادة عن «ز» للإيضاح.
(٤) تحرفت بالأصل إلى : السكوت ، والمثبت عن «ز» ، والسكون بطن من كندة.