خرجت من مصر ومعي (١) جارية (٢) لي ، فركبت البحر أريد مكة ، قال : فغرقت فذهبت مني ألفي جزء قال : وصرت إلى جزيرة أنا وجاريتي قال : فما رأينا فيها أحدا ، قال : وأخذني العطش ، فلم أقدر على الماء ، قال : وأجهدت ، فوضعت رأسي على فخذ جاريتي مستسلما للموت ، قال : فإذا رجل قد جاءني ومعه كوز وقال لي : هاه ، قال : فأخذت وشربت وسقيت الجارية ، قال : ثم مضى ، فما أدري من أين جاء؟ ولا من أين ذهب؟
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن ، أنا هنّاد بن إبراهيم بن محمّد ، أنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن سليمان (٣) قال : سمعت أبا صخر محمّد بن مالك السعدي يقول : سمعت محمّد أبا الفضل محمّد بن عبيد الله البلعمي يقول : سمعت الأمير أبا إبراهيم إسماعيل بن أحمد يقول :
كنت بسمرقند فجلست يوما للمظالم وجلس أخي إسحاق (٤) إلى جنبي إذ دخل أبو عبد الله محمّد بن نصر المروزيّ فقمت له إجلالا لعلمه ، فلما خرج عاتبني أخي إسحاق وقال : أنت والي خراسان [يدخل](٥) عليك رجل من رعيتك فتقوم إليه وبهذا ذهاب السياسة ، فبت تلك الليلة وأنا متقسم القلب بذلك ، فرأيت النبي صلىاللهعليهوسلم في المنام كأني واقف مع أخي إسحاق إذ أقبل النبي صلىاللهعليهوسلم فأخذ بعضدي فقال لي : يا إسماعيل ثبت ملكك وملك بنيك بإجلالك لمحمّد بن نصر ، ثم التفت إلى إسحاق فقال : ذهب ملك إسحاق وملك بنيه باستخفافه لمحمّد بن نصر.
أخبرنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الحسن الزاهد ، قالا : نا وأبو منصور بن زريق ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٦) ، أنا محمّد بن عبد الواحد ، أنا محمّد بن العباس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال : وأخبرنا بموت محمّد بن نصر المروزيّ أنه كان بسمرقند سنة أربع وتسعين ومائتين قال : وقرأت على الحسين بن محمّد المؤدب عن أبي سعد الادريسي قال : سمعت أبا يحيى أحمد بن محمّد بن إبراهيم السمرقندي والبصري محمّد الكرابيسي ، وأحمد
__________________
(١) قسم من اللفظة ممحو بالأصل ، والمثبت عن د ، وتاريخ بغداد.
(٢) تقرأ بالأصل : حادثة ، والمثبت عن د ، وتاريخ بغداد.
(٣) في د : «محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان» وهو أبو عبد الله غنجار الحافظ ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٠٤.
(٤) بالأصل : «أبي إسحاق» والمثبت عن د.
(٥) زيادة لازمة عن د.
(٦) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٣ / ٣١٨.