طرب الحمام بذي الأراك فشاقني (١) |
|
لا زلت في فنن وأيك ناضر |
فلما بلغت قوله :
أما الفؤاد فلا يزال موكلا (٢) |
|
بهوى جمانة أو بحبّ العاقر |
قال له التّوّجي (٣) : ما جمانة والعاقر؟ قال : ما يقول صاحبكم؟ ـ يعني أبا عبيدة ـ قال : هما امرأتان ، فضحك وقال : لا ، عليه ، ذهب مذهبا يذهب نحوه ، هما والله رملتان عند بيوتنا من عن يمين وشمال (٤). قال التوجي : اكتب ، فلو حضر أبو عبيدة لأفاد هذا ، لأنه بيت الرجل.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي قال : سمعت أبا العباس محمّد بن يزيد المبرّد يقول :
قال المفضّل الضبّي : قلت لأعرابي : من أين معاشك؟ قال : نرد الحاج ، قلت : فإذا صدروا ، فبكى ثم قال : لو لم نعش إلّا من حيث تدري لم نعش ، فلما أردت الانصراف قال : أتفهم؟ قلت : نعم. قال :
هل الدهر إلّا ضيقة تتفرّج |
|
وإلّا جديد ناضر ثم ينهج |
أرى الناس في الدنيا كسفر تتابعوا |
|
على منهج ثم استخفوا فأدلجوا |
ذكر أبو الحسن علي بن محمّد بن المظفّر السميساطي في كتاب .... (٥) الذي صنّفه.
نا ابن أبي الأزهر ، نا المبرّد (٦) قال :
وافيت الشام وأنا حدث في جماعة أحداث أكتب الحديث ، وألقى أهل العلم ، فاجتزنا بدير مرّان (٧) فقلت : أنا أحب النظر إليه فاصعدوا بنا فدخلناه فرأينا منظرا حسنا ، وإذا في بعض بيوته كهل مشدود ، حسن الوجه ، عليه أثر النعمة ، فدنونا منه ، فسلّمنا عليه ، فرد وقال : من أين أنتم يا فتيان؟ فقلنا : من العراق ، فقال : بأبي أنتم ، ما الذي أقدمكم هذا البلد
__________________
(١) في الديوان : فهاجني ... في أيك ...
(٢) في الديوان : متيما .... أو بريّا العاقر.
(٣) عن المختصر ، وبالأصل : التنوخي.
(٤) راجع معجم البلدان «جمانة» وذكر البيت الشاهد فيه.
(٥) غير مقروءة بالأصل.
(٦) الخبر والشعر في معجم البلدان ، «دير هزقل».
(٧) في معجم البلدان : دير هزقل.