وكسوة ورحال ونفقة ، وكفاهم كل مئونة حتى إنهم ليعطون السياط لرواحلهم ، فقال زبيب الضبابي :
ألا أيها الناغي الندى ووارثة الن |
|
بي وفتواه ، عليك ابن منذر |
عليك فتى إن يصبح المجد غاليا |
|
يقم بالذي يغلو به ، ثم يشتري |
قرى في حياض المجد حتى إذ ارتوى |
|
أمال الندى كالجدول المتفجر |
طوى البعد عنا حين حلت رحالنا |
|
بعوج الهوادي كالأهلة ضمّر |
فذاك فتى إن تأته تنل الغنى |
|
وإن تك أعمى يجل عنك فتبصر |
حراجيج يدنين الفتى من صديقه |
|
فأبنا كأنا عصبة لم تؤسّر |
وقال عمي مصعب في روايته (١) :
فراح الندى يهتز بين بنانه (٢) |
|
ورحنا كأنا عصبة لم تؤسّر |
قال : وحدّثني الحديث وبقية الشعر كما حدّثني مصعب بن عثمان قال : وحدّثني مصعب بن عثمان قال الزبير : وحدّثنيه عبد الرّحمن بن عبد الله الزهري عن إبراهيم بن يعقوب بن أبي عبد الله قال :
ركب سليمان بن عبد الملك وهو خليفة ومعه محمّد بن المنذر وعمر (٣) بن عبد العزيز وسليمان [بينهما فجاء المطلب بن عبد الله على بغلة ليدخل بين سليمان ومحمد بن المنذر ، فتوسط هو وسليمان ، فضرب محمد بن المنذر وجه بغلة المطلب ، فانقدعت (٤) ، فقال المطلب : ألا ترى يا أمير المؤمنين ما يفعل بقية الفتنة ووضر السيف؟ قال : فقال محمد : فتنة كنت](٥).
فيها تابعا غير متبوع ، ذنبا غير [رأس](٦) فقال المطلب : أنا ابن (٧) بنت الحكم. قال محمّد : أدناهن منكحا وأكثرهن مهرا وأهونهن على أهلها. فالتفت سليمان إلى عمر فقال : ألا ترى محمدا.
__________________
(١) قوله : وقال عمي مصعب في روايته ، ليس في د.
(٢) في المختصر : ثيابه.
(٣) تحرفت في د ، إلى : عثمان.
(٤) يقال : قدع الرجل وانقدع : كف وارتدع (تاج العروس : قدع).
(٥) بياض بالأصل ، والمستدرك بين معكوفتين عن د ، لتقويم المعنى.
(٦) بالأصل : «وبنا غير» والمثبت والزيادة عن د.
(٧) بالأصل : أبو ، والمثبت عن د.