ابن مسعود ، نا عبد الرزّاق ، أنا أبي ، عن عبد الملك بن خشك ، عن حجر المدري (١) قال : قال لي علي :
كيف بك إذا أمرت أن تلعنني؟ قلت : أو كائن ذلك؟ قال : نعم ، قلت : فكيف أصنع؟ قال : العن ولا تتبرأ مني ، فأقامه محمّد (٢) بن يوسف إلى جنب المنبر يوم الجمعة فقال له : العن عليا ، فقال : إنّ الأمير محمّد بن يوسف أمرني أن ألعن عليا ، العنوه ، لعنه الله ، قال : فلقد تفرق أهل المسجد وما فهمها إلّا رجل واحد.
رواها خلف بن سالم عن عبد الرزّاق عن أبيه أن حجر المدري ، ولم يذكر عبد الملك ابن خشك.
أنبأنا بها أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي ، أنا محمّد بن علي العشاري ، نا أبو القاسم عمر بن ثابت بن القاسم ، نا علي بن أحمد بن علي بن أبي قيس ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني خلف بن سالم ، عن عبد الرّحمن ، عن أبيه أن حجر المدري قال : قال لي علي : كيف بك إذا أمرت أن تلعنني؟ قلت : وكائن ذلك؟ قال : نعم ، قلت : فكيف أصنع؟ قال : العن ولا تتبرأ مني ، قال : فأمره محمّد بن يوسف أن يلعن عليا ، فقال : إنّ الأمير أمرني أن ألعن عليا محمّد بن يوسف ، فالعنوه ، لعنه الله ، قال : فعماها على أهل المسجد ، قال : فما فطن لها إلّا رجل واحد.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا أبو الحسن العتيقي ، وأبو عبد الله السلماسي.
وأنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو عبد الله السلماسي.
قالا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد الهاشمي ، نا صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدّثني أبي قال (٣).
حجر المدري : يماني ، تابعي ، ثقة ، وكان من خيار التابعين ، دعاه محمّد بن يوسف وهو أمير اليمن ، فقال : إنّ أخي الحجّاج بن يوسف كتب إليّ أن أقيمك للناس فتلعن علي بن أبي طالب ، فقال : اجمع لي الناس ، فجمعهم ، فقام فقال : ألا إنّ الأمير محمّد بن يوسف أمرني بلعن علي ، فالعنوه ، لعنه الله.
__________________
(١) في المختصر : المدني.
(٢) بالأصل : ومحمد.
(٣) تاريخ الثقات للعجلي ص ١١٠ رقم ٢٥٩.