أخبرنا أبو الحسن الموازيني قراءة ، أنا أبو الحسين بن أبي نصر ، قال : وسمعت محمّد ابن يوسف يقول : سمعت أحمد بن محمّد ابن الأعرابي يقول : سمعت مسلم يقول : سمعت الفضيل (١) بن عياض يقول : إنما أمس مثل ، واليوم عمل ، وغدا أمل.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسن ، نا ـ وأبو منصور بن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي ـ من أصل كتابه العتيق ـ نا أبو بكر محمّد بن يوسف ابن يعقوب الرّقّي ببغداد ـ وكان حافظا ـ قال : سمعت عثمان بن أحمد الدقاق يقول : سمعت محمّد بن عبيد الله المنادي يقول : لا جزى الله يحيى بن معين عني خيرا ، قدمت واسط العراق وبها هشيم وأبو هدبة ، فقلت : يا أبا زكريا ، من ترى أن الزم؟ فقال : الزم أبا هدبة ، فإن عنده عن أنس عاليا (٣) فتركت هشيما ولزمت أبا هدبة ، ومات هشيم فلا جزاه الله خيرا.
قال الخطيب : وهذه الحكاية باطلة لأن هشيما انتقل قديما عن واسط إلى بغداد فسكنها وبها كانت وفاته سنة ثلاث وثمانين ومائة ، ولابن المنادي إذ ذاك اثنتا عشرة سنة وسمع من أبي هدبة ببغداد بعد موت هشيم بمدة طويلة ، ولا يعلم له سماعا إلّا بعد سنة تسعين ومائة ، والله أعلم.
قال الخطيب : قال لي أبو العلاء الواسطي : كان هذا الرّقّي يكنى بأبي بكر وأبي عبد الله ، وسمعت منه مع أبي عبد الله بن بكير في سنة اثنين وثمانين وثلاثمائة ، وكان مولده في سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
قال الخطيب (٤) : محمّد بن يوسف بن يعقوب بن إبراهيم أبو عبد الله وأبو بكر الرّقّي ، كان جوّالا حدّث ببغداد ، وبالشام عن أبي سعيد بن الأعرابي ، وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي ، وعبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني ، وأبي بكر بن داسة البصري ، وسليمان بن أحمد الطبراني ، وإسماعيل بن محمّد الصفار ، وأحمد بن سلمان النّجّاد (٥) ، وأبي عمرو بن السماك ، روى عنه محمّد بن أحمد بن جميع الصيداوي ، وكنّاه أبا عبد الله وحدّثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي ، وعبد العزيز بن علي الأزجي ، فكناه أبا بكر ، وكان غير ثقة.
__________________
(١) الأصل : الفضل ، تحريف.
(٢) تاريخ بغداد ٣ / ٤١٠.
(٣) بالأصل : عال ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٤) تاريخ بغداد ٣ / ٤٠٩.
(٥) بالأصل : «وأحمد بن سليمان ، وأحمد بن سليمان النجار» صوبنا الاسم عن تاريخ بغداد وحذفنا المكرر.