انتفخت ألسنتهم في أفواههم ، وطلبوا الدنيا بعمل الآخرة ، فاحذروهم على أنفسكم ، لا يوقعوكم (١) في نسائكم ، يا عالم أنت عالم تكاثر بعلمك ، يا عالم أنت عالم تستطيل بعلمك ، لو كان هذا العلم طلبته لله عزوجل لرئي (٢) ذلك فيك وفي عملك.
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت : أنا أبو طاهر الثقفي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو الطيب المنبجي ، أنا عبيد الله الزهري ، نا محمّد بن أبي بكر المقدمي ، نا عمر بن علي ابن مقدم قال :
جاء سيّار أبو الحكم إلى مالك بن دينار وعليه ثوب مورد ، وكان لا يتكئ أحد في مجلس مالك ، قال : فاتّكأ في مجلسه ، فنظر إليه مالك ، فقال له سيار : ما تنظر إلي؟ قال : أحدهم يلبس ثوبا موردا. قال : ترى هذا وضعني عندك أو (٣) رفعني؟ قال : لا بل وضعك عندي قال فيا حبذا ثوب وضعني عندك لا مثل ثوبك هذا قال فقال : أنت سيار؟ قال : نعم ، قال : فجاء فقعد بين يديه.
أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر ، أنا عمر بن أحمد بن عمر ، نا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان ، أنا مسدد بن قطن ، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، نا سيار بن حاتم ، نا جعفر بن سليمان قال :
سمعت مالك بن دينار يقول : مكتوب في التوراة : من كان له جار يعمل بالمعاصي ، فلم ينهه فهو شريكه ، وكفى للمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد البسطامي ، أنا أبو سعد عبد الرّحمن بن منصور بن رامش ، نا أبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن بالويه إملاء ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب محمّد بن علي الورّاق ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا الحسن بن أبي جعفر قال :
سمعت مالك بن دينار يقول : لا يصطلح المؤمن والمنافق حتى يصطلح الذئب والحمل.
أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر ، أنا أبو الفضل بن البقال ، أنا أبو الحسين
__________________
(١) الأصل : «يوقعو» والمثبت عن المختصر.
(٢) بالأصل : لروي.
(٣) بالأصل : ورفعني.