داود ، نا عبد الله بن المبارك ، نا عتبة بن حكيم ، عن حرملة ، عن أبي المصبح الحمصي قال :
كنا نسير في صائفة ، وعلى الناس مالك بن عبد الله الخثعمي ، فأتى عليّ جابر بن عبد الله وهو يمشي يقود بغلا له ، فقال له : ألا تركب وقد حملك الله؟ فقال جابر : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمهما الله على النار» أصلح لي دابتي ، وأستغني عن قومي ، فوثب الناس عن دوابهم ، فما رأيت نازلا أكثر من يومئذ.
وفي حديث أبي نعيم : حرّمه الله.
كذا رواه أبو داود الطيالسي ، وأخطأ فيه في موضعين.
قوله عتبة بن حكيم ، وإنما هو ابن أبي حكيم (١) ، وقوله حرملة وإنما هو حصين بن حرملة (٢).
أخبرناه عاليا على الصواب أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الآبنوسي ، نا إبراهيم بن محمّد بن الفتح ، نا أبو يوسف محمّد بن سفيان ، نا سعيد ابن رحمة بن نعيم قال : سمعت عبد الله بن المبارك ، عن عتبة بن أبي حكيم ، حدّثني حصين ابن حرملة المهري ، حدّثني أبو مصبح الحمصي قال :
بينا نحن نسير بأرض الروم في صائفة عليها مالك بن عبد الله الخثعمي إذ مرّ مالك [بجابر](٣) بن عبد الله وهو يمشي ، يقود بغلا له ، فقال له مالك : أي أبا عبد الله اركب ، فقد حملك الله ، قال جابر : أصلح دابتي ، وأستغني عن قومي ، وسمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من اغبرت قدماه في سبيل الله حرّمه الله على النار» ، فأعجب مالكا قوله ، فسار حتى إذا كان حيث يسمع الصوت ناداه بأعلى صوته : أي أبا عبد الله اركب ، فقد حملك الله ، فعرف جابر الذي أراد ، فأجابه ، فرفع صوته ، فقال : أصلح دابتي ، وأستغني عن قومي ، وسمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من اغبرت قدماه في سبيل الله حرّمه الله على النار» ، فتواثب الناس عن دوابهم ، فما رأيت يوما أكثر ماشيا منه [١١٨٧٩].
__________________
(١) هو عتبة بن أبي حكيم الهمداني الشعباني ، أبو العباس الشامي ترجمته في تهذيب الكمال ١٢ / ٣٥٩.
(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ٥ / ٥.
(٣) استدركت عن هامش الأصل ، وبعدها صح.