عتبان ، وفي زمانه كانت وقعة نهاوند ، وزياد بن حنظلة ، وكان من المهاجرين ، فعمل قليلا واستعفى فأعفي ، وولي عمار بن ياسر بعد زياد ، وكان مكانه ، وأمدّ أهل البصرة بعبد (١) الله بن عبد الله ، وأمدّ أهل الكوفة بأبي موسى ، وبعث إلى عبد الله بلواء ، وأمره أن يسير إلى أصبهان ، وكان شجاعا بطلا من وجوه الصحابة من وجوه الأنصار (٢) ، فخرج ومعه من جند النعمان (٣) نحو جند قد اجتمع له من أصبهان ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، ودعا الشيخ (٤) إلى البراز ، فبرز له عبد الله بن ورقاء ، فقتله وانهزم أهل أصبهان ، فسار الاستندار إلى الصلح (٥) ، ودخل أبو موسى وعبد الله مدينة جيّ ، وكتب بذلك إلى عمر واغتبط ، وقدم كتاب عمر إلى عبد الله ، أن سر حتى تقدم على سهل بن عدي ، فتجامعه على قتال من بكرمان ، فخرج واستخلف على أصبهان السائب بن الأقرع (٦) ، وهذا كتاب الصلح :
«بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب من عبد الله للفاذوسفان وأهل (٧) أصبهان وحواليها :
أنكم آمنون ما أديتم الجزية ، وعليكم الجزية على قدر طاقتكم ، في كل سنة تؤدونها إلى الذي (٨) يلي بلادكم على كل حالم ، ودلالة المسلم ، وإصلاح
__________________
(١) في أ ـ ه : (بعد عبد الله ..) ، وهو خطأ ، والتصويب من الأصل.
(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٤ ، مع تفاوت ، وفي ٢٤ و ١٥ أيضا ، «وتاريخ الطبري» ٤ / ٢٤٦ و ٢٤٧ ، وجاء عندهم مفصلا.
(٣) هو النعمان بن مقرن ، تقدم في المقدمة في بداية فتوح أصبهان.
(٤) وهو شهر براز جاذويه ، شيخ كبير لهم ، كما في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥.
(٥) في أ ـ ه : (في) بدل (إلى) ، وما أثبته من الأصل هو الصواب.
(٦) انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥ ، «وتاريخ الطبري» ٤ / ٢٤٦ ـ ٢٤٨ ، و «الكامل» لابن الأثير ٣ / ٨ ـ ٩ بإيجاز. ولكن إسنادهم ضعيف من حيث الصناعة الحديثية ؛ لأنه من طريق شعيب بن إبراهيم ، وهو راويه. كتب سيف بن عمر عنه ، قال الذهبي : فيه جهالة ، انظر «الميزان» ٢ / ٢٧٥ ، وكذلك شيخه سيف بن عمر الضبي التميمي. ضعيف في الحديث إلّا أنه عمدة في التاريخ ، كما قال الحافظ في «التقريب» ص ١٤٢.
(٧) في النسختين ، (من) ، والتصحيح من «تاريخ الطبري» ٤ / ٢٤٨ ، و «أخبار أصبهان» ١ / ٢٦.
(٨) في النسختين : (في) ، وما أثبته من المصدرين السابقين.