(١) وكان سبب نقض الإسكندرية هذا كما حدّثنا عن حيوة بن شريح ، عن الحسن ابن ثوبان ، عن هشام بن أبى رقيّة ، أن صاحب إخنا قدم على عمرو بن العاص فقال : أخبرنا ، ما على أحدنا من الجزية فيصبر لها؟ فقال عمرو وهو يشير إلى ركن كنيسة : لو أعطيتنى من الركن إلى السّقف ، ما أخبرتك ، إنما أنتم خزانة لنا إن كثّر علينا كثّرنا عليكم ، وإن خفّف عنّا خفّفنا عنكم ، فغضب صاحب إخنا (٢) ، فخرج إلى الروم فقدم بهم فهزمهم الله ، وأسر النبطىّ فأتى به عمرو ، فقال له الناس : اقتله ، فقال : لا ، بل انطلق فجئنا بجيش آخر (١).
حدثنا سعيد بن سابق ، قال : كان اسمه طلما ، وأن عمرا لمّا أتى به سوّره (٣) ، وتوّجه ، وكساه برنس أرجوان ، وقال له : ايتنا بمثل هؤلاء ؛ فرضى بأداء الجزية. فقيل لطلما ؛ لو أتيت ملك الروم؟ فقال : لو أتيته لقتلنى ، وقال قتلت أصحابى.
ذكر خراب خربة وردان
قال وكان عمرو حين توجّه إلى الإسكندرية خرب القرية التى تعرف اليوم بخربة وردان قال عبد الرحمن : واختلف علينا فى السبب الذي خربت له ، فحدثنا سعيد ابن عفير ، أن عمرا لما توجّه إلى نقيوس لقتال الروم عدل وردان (٤) لقضاء حاجته عند الصبح (٥) ، فاختطفه أهل الخربة فغّيبوه ، ففقده عمرو ، وسأل عنه وقفا أثره فوجدوه فى بعض دورهم ، فأمر بإخرابها وإخراجهم منها.
حدثنا عبد الملك بن مسلمة ، قال : كان أهل الخربة رهبانا كلهم ، فغدروا بقوم من ساقة عمرو فقتلوهم بعد أن بلغ عمرو الكريون ، فأقام عمرو ووجّه إليهم وردان فقتلهم وخربها ، فهى خراب إلى اليوم.
حدثنا أبى عبد الله بن عبد الحكم ، قال : كان أهل الخربة أهل توثّب وخبث ،
__________________
(١ ـ ١) قارن بالسيوطى ج ١ ص ١٥٩.
(٢) فى أ ، ج : «إجنا» والمثبت عن سائر النسخ. وقد ذكر ياقوت فى معجمه عند الحديث عن إخنا : «وجدته فى غير نسخة من كتاب فتوح مصر ، بالجيم».
(٣) ب ، ج : «سوده».
(٤) فى د ، زيادة : «مولى عمرو».
(٥) فى د. زيادة : «قريبا من خربة وردان».