فملكهم من بعده ابنه دارم بن الريّان. قال غير عثمان : وفى زمانه توفّى يوسف صلوات الله عليه ، فلما حضرته الوفاة قال : إنكم ستخرجون من أرض مصر إلى أرض آبائكم ، كما حدثنا أسد بن موسى ، عن خالد بن عبد الله ، حدثنى أبو حفص الكلاعىّ ، عن تبيع ، عن كعب ، فاحملوا عظامى معكم. فمات فجعلوه (١) فى تابوت ودفنوه*).
حدثنا محمد بن أسعد ، حدثنا أبو الأحوص ، عن سماك بن حرب ، قال : (٢) دفن يوسف صلوات الله عليه فى أحد جانبى النيل فأخصب الجانب الذي كان فيه ، وأجدب الآخر ، فحوّلوه إلى الجانب الآخر ، فأخصب الجانب الذي حوّلوه إليه وأجدب الجانب الآخر ؛ فلما رأوا ذلك جمعوا عظامه فجعلوها فى صندوق من حديد ، وجعلوا فيه سلسلة ، وأقاموا عمودا على شاطئ النيل ، وجعلوا فى أصله سكّة من حديد ؛ وجعلوا السلسلة فى السكة ، وألقوا الصندوق فى وسط النيل ، فأخصب الجانبان جميعا (٢).
وحدثنا العبّاس بن طالب ، حدثنا عبد الواحد بن زياد ، عن يونس ، عن الحسن ، أن يوسف عليهالسلام ألقى فى الجبّ وهو ابن سبع عشرة سنة ، ومكث إلى أن لقى يعقوب عليهالسلام وأهله ثمانين سنة ثم عاش بعد ذلك ثلاثا وعشرين سنة ، فمات وهو ابن مائة وعشرين سنة ويقال توفّى وهو ابن ثلاثين ومائة سنة.
ذكر ملوك مصر بعد زمان يوسف
(٣) ثم رجع إلى حديث عثمان بن صالح وغيره ، قال : ثم إنّ دارما طغى بعد يوسف عليهالسلام وتكبّر ، وأظهر عبادة الأصنام ، فركب فى النيل فى سفينة فبعث الله عليه ريحا عاصفا فأغرقته ومن كان معه فيما بين طرا إلى موضع حلوان فملكهم من بعده كاشم بن معدان وكان جبّارا عاتيا (٣).
وحدثنا أسد بن موسى ، عن خالد بن عبد لله ، عن أبى حفص الكلاعىّ ، عن تبيع ، عن كعب ، قال : لما مات يوسف عليهالسلام استعبد أهل مصر بنى إسرائيل.
__________________
(١) د «فجعلوها».
(٢ ـ ٢) قارن بالسيوطى ج ١ ص ٤٢.
(٣ ـ ٣) قارن بالسيوطى ج ١ ص ٤٢.