وتثقبين أذنيها ، ثم وهبتها لإبراهيم على ألا يسوءها فيها ، فوقع عليها ، فعلقت (١) ، فولدت إسماعيل بن ابراهيم عليهماالسلام.
قال : وكانت سارة كما حدثنا وثيمة بن موسى ، عن سلمة بن الفضل وعمرو بن الأزهر ، أو أحدهما ، عن ابن إسحاق ، عن عبد الرحمن ، عن أبى هريرة حين رأت أنها لا تلد أحبّت أن تعرض هاجر على إبراهيم ، فكانت تمنعها الغيرة.
وكانت هاجر كما حدثنا وثيمة بن موسى ، عن سلمة بن الفضل وعمرو بن الأزهر ، أو أحدهما أو كلاهما ، عن ابن إسحاق ، أوّل من جرّت ذيلها لتخفى أثرها على سارة ، وكانت سارة قد حلفت لتقطعنّ منها عضوا ، فبلغ ذلك هاجر فلبست درعا لها وجرّت ذيلها لتخفى أثرها ، وطلبتها سارة فلم تقدر عليها ، فقال إبراهيم : هل لك أن تعفى عنها؟ قالت : فكيف بما حلفت؟ قال : تخفضينها فيكون ذلك سنّة للنساء ، فتبرءين يمينك ففعلت ، فمضت (٢) السنّة بالخفض.
ذكر ظفر العمالقة بمصر وأمر يوسف
(٣) قال : ثم رجع إلى حديث عثمان وغيره ، قال : ثم توفّى طوطيس بن ماليا فاستخلف ابنته خروبا ابنة طوطيس ؛ ولم يكن له ولد غيرها وهى أوّل امرأة ملكت. قال : ثم توفّيت خروبا ابنة طوطيس. فاستخلفت ابنة عمّها زالفا ابنة ماموم بن ماليا فعمرت دهرا طويلا ، وكثروا ونموا وملأوا أرض مصر كلّها فطمعت فيهم العمالقة فغزاهم الوليد ابن دومع فقاتلهم قتالا شديدا ثم رضوا أن يملّكوه عليهم ؛ فملكهم نحوا من مائة سنة ، فطغى وتكبّر ، وأظهر الفاحشة ، فسلّط الله عليه سبعا فافترسه فأكل لحمه. (٣)
قال : والعماليق كما حدثنا عبد الملك بن هشام ، من ولد عملاق ، ويقال عمليق ابن لاوذ بن سام (٤).
حدثنا أبو الأسود ، وأسد بن موسى ، ويحيى بن عبد الله بن بكير ، عن ابن لهيعة ،
__________________
(١) ب «فبلّغت». أ ، ج «فتلقت».
(٢) د «فمرت».
(٣ ـ ٣) قارن بالسيوطى ج ١ ص ٣٦.
(٤) ابن هشام ق ١ ص ٧٧.