أن (١) جدّه أوصى أن يدفع إلى عمر بن الخطاب نصف ماله ، وكان عمر استعمله على بعض أعماله.
حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا سليمان بن أبى سليمان ، عن محمد بن سيرين قال قال : أبو هريرة لمّا قدمت من البحرين قال لى عمر : يا عدو الله ، وعدو الإسلام ، خنت مال الله. قال قلت : لست بعدوّ الله ولا عدوّ الإسلام ، ولكنى عدوّ من عاداهما ، ولم أخن مال الله ولكنها أثمان خيل لى تناتجت وسهام اجتمعت (٢) قال يا عدوّ الله وعدوّ الإسلام خنت مال الله ، قال قلت : لست بعدوّ الله ولا عدوّ الإسلام ، ولكنى عدوّ من عاداهما ولم أخن مال الله ، ولكنها أثمان خيل لى تناتجت وسهام اجتمعت ، قال ذلك ثلاث مرّات ، يقول ذلك عمر ويردّ عليه أبو هريرة هذا القول. قال : فغرّمنى اثنى عشر ألفا ، فقمت فى صلاة الغداة فقلت : اللهمّ اغفر لأمير المؤمنين ، فأرادنى على العمل بعد فقلت : لا. قال : أوليس يوسف خيرا منك وقد سأل العمل؟ قلت : إنّ يوسف نبىّ ابن نبىّ ، وأنا ابن أميمة ، وأنا أخاف ثلاثا واثنتين ، قال : ألا تقول خمسا؟ قلت : لا ، قال : مه ، قلت : أخاف أن أقول بغير حلم وأقضى بغير علم ، وأن يضرب ظهرى ، ويشتم عرضى ، ويؤخذ مالى.
ذكر النيل
(*) حدثنا عثمان بن صالح ، حدثنا ابن لهيعة ، عن واهب بن عبد الله المعافرى ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، أنه قال : نيل مصر سيّد الأنهار ، سخر الله له كلّ نهر بين المشرق والمغرب ، فإذا أراد الله أن يجرى نيل مصر أمر كل نهر أن يمدّه فأمدّته الأنهار بمائها ، وفجر الله له الأرض عيونا ، فإذا انتهت جريته إلى ما أراد الله ، أوحى الله إلى كل ماء أن يرجع إلى عنصره.
حدثنا عثمان بن صالح ، حدثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، أن معاوية بن أبى سفيان سأل كعب الأحبار ، هل تجد لهذا النيل فى كتاب الله خبرا؟ قال : أى والذي
__________________
(١) ب ، ج : «عن».
(٢) فى نسخة د : «واجتمعت ، فأعاد القول الأول ثلاث مرات ، وأقول له كالجواب الأول ، فلما عاين الجد والانصراف قال فغرّمنى .... الخ».
(* ـ *) قارن بالسيوطى ج ٢ ص ٣٤٠ ـ ٣٤١ وهو ينقل عن ابن عبد الحكم.