(١) قال ثم رجع إلى حديث عثمان وغيره قال : ثم استخلف مرينوس بن بولة فملكهم زمانا ثم توفّى ، واستخلف ابنه قرقورة بن مرينوس ، فملكهم ستّين سنة ثم توفّى واستخلف أخاه لقاس بن مرينوس ؛ وكان كلّما انهدم من ذلك البربى الذي فيه الصور شىء لم يقدر أحد على إصلاحه إلّا تلك العجوز وولدها وولد ولدها وكانوا أهل بيت لا يعرف ذلك غيرهم فانقطع أهل ذلك البيت وانهدم من البربى موضع فى زمان لقاس بن مرينوس فلم يقدر أحد على إصلاحه ومعرفة علمه وبقى على حاله وانقطع ما كانوا يقهرون به الناس وبقوا كغيرهم إلّا أنّ الجمع كثير والمال عندهم.
ذكر دخول بخت نصّر مصر
قال ثم توفّى لقاس ، واستخلف ابنه قومس (٢) بن لقاس ، فملكهم دهرا. فلما قدم بخت نصّر بيت المقدس كما حدثنا وثيمة بن موسى وغيره وظهر على بنى إسرائيل وسباهم ، وخرج بهم إلى أرض بابل ، أقام إرميا بإيلياء وهى خراب ينوح عليها ويبكى ؛ فاجتمع إلى إرميا بقايا من بنى إسرائيل كانوا متفرقين حين بلغهم مقامه بإيلياء ، فقال لهم إرميا : أقيموا بنا فى أرضنا لنستغفر الله ، ونتوب إليه ، لعلّه يتوب علينا ، فقالوا : إنّا نخاف أن يسمع بنا بخت نصّر ، فيبعث إلينا ، ونحن شرذمة قليلون ؛ ولكنّا نذهب إلى ملك مصر فنستجير به ، وندخل فى ذمّته ، فقال لهم إرميا : ذمّة الله عزوجل أوفى الذمم لكم ، ولا يسعكم أمان أحد من الأرض ، إن أخافكم فانطلق أولئك النفر من بنى إسرائيل إلى قومس بن لقاس واعتصموا به لما يعلمون من منعته ، وشكوا إليه شأنهم ، فقال : أنتم فى ذمّتى ، فأرسل إليه بخت نصّر إنّ لى قبلك عبيدا أبقوا منى ، فابعث بهم إلىّ. فكتب إليه قومس ما هم بعبيدك ؛ هم أهل النبوّة والكتاب وأبناء الأحرار ، اعتديت عليهم وظلمتهم (٣) ؛ فحلف بخت نصّر لئن لم يردّهم ليغزون (٤) بلاده ، وألحّا جميعا ، وأوحى الله إلى إرميا إنّى مظهر بخت نصّر على هذا الملك الذي اتّخذوه حرزا ، وإنهم لو أطاعوا
__________________
(١) من هنا إلى قوله : «فلم تزل مصر مقهورة من يومئذ» فى الصفحات التالية يقارن بما جاء فى السيوطى ج ١ ص ٤٩ ـ ٥١ وهو ينقل عن ابن عبد الحكم.
(٢) د «قرمس».
(٣) وظلمتهم : (د) «ظلما».
(٤) أ«لنغزون».