قال يعقوب : إن آلهتكم من عمل أيدى بنى آدم ، من (١) يموت ويبلى ، وإنّ إلهى أعظم وأرفع ، وهو أقرب إلينا من حبل الوريد ، فنظر بمين إلى فرعون ، فقال : هذا الذي يكون هلاك بلادنا على يديه ، قال فرعون : أفى أيّامنا أو فى أيّام غيرنا؟ قال : ليس فى أيّامك ولا فى أيّام بنيك ، أيّها الملك ، قال الملك : هل تجد هذا فيما قضى به إلهكم؟ قال : نعم. قال : فكيف نقدر أن نقتل من يريد إلهه هلاك قومه على يديه! فلا تعبأ بهذا الكلام*).
(٢) حدثنا أسد بن موسى ، عن خالد بن عبد الله ، حدثنى أبو حفص الكلاعىّ ، عن تبيع (٣) عن كعب ، أن يعقوب عاش فى أرض مصر ست عشرة سنة ، فلما حضرته الوفاة قال ليوسف : لا تدفنّى بمصر ، وإذا متّ فاحملونى فادفنونى فى مغارة جبل حبرون.
وحبرون كما حدثنا أسد ، عن خالد ، عن الكلبىّ ، عن أبى صالح ، مسجد إبراهيم عليهالسلام اليوم ، وبينه وبين بيت المقدس ثمانية عشر ميلا (٢).
(٥) ثم رجع إلى حديث الكلاعىّ ، عن تبيع ، عن كعب ، قال : فلما مات لطخوه بمرّ وصبر. قال غير أسد : وجعلوه فى تابوت من ساج. قال أسد فى حديثه : فكانوا يفعلون ذلك به أربعين يوما حتى كلّم يوسف فرعون وأعلمه أن أباه قد مات ، وأنه سأله أن يقبره فى أرض كنعان ، فأذن له وخرج معه أشرف (٤) أهل مصر حتى دفنه وانصرف.
حدثنا عثمان بن صالح ، حدثنا ابن لهيعة ، عمّن حدّثه ، قال : قبر يعقوب بمصر فأقام بها نحوا من ثلاث سنين ، ثم حمل إلى بيت المقدس ؛ أوصاهم بذلك عند موته (٥) والله أعلم.
ذكر وفاة يوسف
(٥) قال : ثم رجع إلى حديث عثمان بن صالح ، قال : ثم مات الريّان بن الوليد
__________________
(١) ب «ممن».
(٢ ـ ٢) قارن بالسيوطى ج ١ ص ٤١.
(٣) حاشية أ«تبيع بن عامر الحميرى ، أبو حمير ابن امرأة كعب الأحبار».
(* ـ *) قارن بالسيوطى ج ١ ص ٤١.
(٤) فى السيوطى وهو ينقل عن ابن عبد الحكم «أشراف».
(* ـ *) قارن بالسيوطى ج ١ ص ٤١.
(٥ ـ ٥) قارن بالسيوطى ج ١ ص ٤١.