قال : فدلّته عليها فأخذ عظام يوسف ثم قال : احتكمى ، قالت أكون معك حيث كنت فى الجنّة.
حدثنا عثمان بن صالح ، أخبرنى ابن لهيعة عمن حدّثه قال : قبر يوسف عليهالسلام بمصر فأقام بها نحوا من ثلاثمائة سنة ، ثم حمل إلى بيت المقدس.
ذكر خروج بنى إسرائيل من مصر
قال ثم رجع إلى حديث عثمان وغيره ، قال : ثم غرّق الله فرعون وجنوده فى اليمّ حين أتبع بنى إسرائيل وغرّق معه من أشراف أهل مصر وأكابرهم ووجوههم أكثر من ألفى ألف.
قال وكان سبب إتباع فرعون بنى إسرائيل كما حدثنا أسد بن موسى ، عن خالد ابن عبد الله ، عن الكلبىّ ، عن أبى صالح ، عن ابن عبّاس ، أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى موسى عليهالسلام أن أسر بعبادى ، قال : وكان بنو إسرائيل استعاروا من قوم فرعون حليا وثيابا ، وقالوا : إن لنا عيدا نخرج إليه ، فخرج بهم موسى ليلا وهم ستّمائة ألف وثلاثة آلاف ونيّف ليس فيهم ابن ستّين ولا ابن عشرين سنة ، فذلك قول فرعون (إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ ، وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ)(١).
حدثنا أسد ، حدثنا المسعودىّ ، عن أبى إسحاق ، عن أبى عبيدة ، قال : خرجوا من مصر وهم ستّمائة ألف وسبعون ألفا ، فقال فرعون : إن هؤلاء لشرذمة قليلون.
قال : ثم رجع إلى حديث أسد بن موسى ، عن خالد بن عبد الله ، عن الكلبىّ ، عن أبى صالح ، عن ابن عبّاس ، قال : وخرج فرعون ومعه خمسمائة ألف سوى المجنّبتين والقلب.
قال خالد : وحدثنا أبو سعيد ، عن عكرمة قال : لم يخرج فرعون من زاد على الأربعين ولا دون العشرين ، فذلك قول الله عزوجل : (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ)(٢) يعنى استخف قومه فى طلب موسى.
__________________
(١) سورة الشعراء ٥٤ ، ٥٥.
(٢) سورة الزخرف ٢٤.