(١) حدثنا يحيى بن خلد ، عن رشدين بن سعد ، عن عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ، أنه قال : كان فتح مصر بعضها بعهد وذمّة ، وبعضها عنوة ، فجعلها عمر بن الخطاب رضى الله عنه جميعا ذمّة ، وحملهم على ذلك ؛ فمضى ذلك فيهم إلى اليوم (٢).
ذكر الخطط
(*) قال : حدثنا عثمان بن صالح ، حدثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، أن عمرو بن العاص لما فتح الإسكندرية ورأى بيوتها وبناءها مفروغا منها ، همّ أن يسكنها ، وقال : مساكن قد كفيناها ، فكتب إلى عمر بن الخطّاب يستأذنه فى ذلك ؛ فسأل عمر الرسول : هل يحول بينى وبين المسلمين ماء؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، إذا جرى النيل. فكتب عمر إلى عمرو : إنى لا أحبّ أن تنزل المسلمين منزلا يحول الماء بينى وبينهم فى شتاء ولا صيف. فتحوّل عمرو بن العاص من الإسكندرية إلى الفسطاط (*).
حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثنا الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب. وحدثنا عثمان بن صالح ، حدثنا ابن وهب ، عن الليث ، عن يزيد بن أبى حبيب أن عمر بن الخطاب ، كتب إلى سعد بن أبى وقّاص ، وهو نازل بمدائن كسرى ، وإلى عامله بالبصرة ، وإلى عمرو بن العاص وهو نازل بالإسكندرية ؛ ألا تجعلوا بينى وبينكم ماء ، متى أردت أن أركب إليكم راحلتى حتى أقدم عليكم قدمت. فتحوّل سعد بن أبى وقّاص من مدائن كسرى إلى الكوفة ، وتحوّل صاحب البصرة من المكان الذي كان فيه ، فنزل البصرة ، وتحوّل عمرو بن العاص من الإسكندرية إلى الفسطاط.
(٢) قال : وإنما سمّيت الفسطاط كما حدثنا أبي عبد الله بن عبد الحكم ، وسعيد بن عفير ، أن عمرو بن العاص لمّا أراد التوجّه إلى الإسكندرية لقتال من بها من الروم ، أمر بنزع فسطاطه ، فإذا فيه يمام قد فرخ ، فقال عمرو بن العاص : لقد تحرّم منّا بمتحرّم ، فأمر به فأقرّ كما هو ، وأوصى به صاحب القصر ، فلما قفل المسلمون من الإسكندرية ، فقالوا : أين ننزل؟ قالوا : الفسطاط ـ لفسطاط عمرو الذي كان خلّفه ، ـ وكان مضروبا فى موضع الدار التى تعرف اليوم بدار الحصى ، عند دار عمرو الصغيرة اليوم (٢).
__________________
(١ ـ ١) قارن بالسيوطى ج ١ ص ١٢٧ وهو ينقل عن ابن عبد الحكم.
(* ـ *) قارن بالسيوطى ج ١ ص ١٣٠ وهو ينقل عن ابن عبد الحكم.
(٢ ـ ٢) قارن بالسيوطى ج ١ ص ١٣١ وهو ينقل عن ابن عبد الحكم.