وولى بعده بكّار بن قتيبة أبو بكرة الثقفى (١) ، من أهل البصرة ، وهو من ولد أبى بكرة صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم.* ودخل البلد يوم الجمعة لثمان ليال خلون من جمادى الآخرة سنة ستّ وأربعين ومائتين.
قال أبو القاسم ابن قديد : وأقامت مصر بعد بكّار بلا قاض حتى ولّى خمارويه بنّ أحمد محمد بن عبدة القضاء سنة سبع وسبعين ومائتين ، فلم يزل قاضيا إلى سنة ثلاث وثمانين ومائتين فى جمادى الآخرة. وبقيت مصر بلا قاض حتى ولى أبو زرعة محمد ابن عثمان الدمشقى (٢).
ذكر الأحاديث
قال : هذه تسمية من روى عنه أهل مصر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ممّن دخلها فعرف أهل مصر بالرواية عنهم. ومن شركهم فى الرواية عنهم من أهل البلدان ، وما تفرّدوا به دون غيرهم. ومن عرف دخوله مصر منهم برواية غيرهم عنه. وتركت قوما يذكر بعض الناس أن لهم صحبة ، وأنهم قد دخلوا مصر لم أر أحدا من أهل العلم من مشايخهم يثبت ذلك لهم. وتركت كثيرا من حديث بعض من ذكرت منهم كراهية للإكثار ، واقتصرت على بعضه.
عمرو بن العاص بن وائل السهمىّ
وهو أوّل أمير أمّر على أهل مصر فى الإسلام. ولهم عنه أكثر من عشرين حديثا ، منها أن عمرو بن العاص ، قال : أقرأنى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى القرآن خمس عشرة سجدة ، منها فى المفصّل ثلاث ، وفى سورة الحجّ سجدتان ، حدثناه سعيد بن أبى مريم ، عن نافع ابن يزيد ، عن الحارث بن سعيد العتقى ، عن عبد الله بن منين ـ من بنى عبد كلال ـ عن عمرو بن العاص.
__________________
(١) الكندى ص ٤٧٧.
(٢) فى حاشية ج «ثم ولى أبو زعة قضاء الشام وحكم بمذهب الشافعى بعد ما كانوا يحكمون بمذهب الأوزاعى وتوفى سنة اثنتين وثلاثمائة». وجاء فى متن أ«ثم ولى بعده أبو عبيد على بن الحسين بن حرب وأقام عشرين سنة ثم عزل فى سنة عشر وثلاثمائة. ثم ولى بعده الكريزى فأقام ثم عزل. ثم ولى بعده ابن قتيبة ثم عزل. ثم ولى بعده الكشى وأقام شهورا ثم عزل. ثم ولى بعده على بن إسحاق الجوهرى ثم عزل. ثم ولى بعده ابنه أبو محمد. ثم ولى بعده ابن زبر ثم عزل. ثم ولى بعده ابن حماد ثم عزل. آخر الجزء السادس من كتاب فتوح مصر».