فأرسل عمرو بن العاص إلى أرضهم ، فأخذ له منها جراب فيه تراب من ترابها ، ثم دعاهم فكلّمهم فلم يجيبوه إلى شىء فأمر بإخراجهم ، ثم أمر بالتراب ففرش تحت مصلّاه ، ثم قعد عليه ، ثم دعاهم فكلّمهم فأجابوه إلى ما أحبّ ، ثم أمر بالتراب فرفع ، ثم دعاهم فلم يجيبوه إلى شىء حتى فعل ذلك مرارا ، فلما رأى عمرو ذلك قال : هذه بلدة لا تصلح إلّا أن توطأ ، فأمر بإخرابها. والله أعلم.
ذكر بعض ما قيل فى فتح الإسكندرية الثانى
ثم رجع إلى حديث ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، قال : فلما هزم الله الروم أراد عثمان عمرا أن يكون على الحرب ، وعبد الله بن سعد على الخراج ، فقال عمرو : أنا إذا كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها ، فأبى عمرو.
حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، حدثنا حرملة بن عمران ، عن تميم بن فرع المهرىّ ، قال : شهدت فتح الإسكندرية فى المرّة الثانية فلم يسهم لى ، حتى كاد أن يقع بين قومى وبين قريش منازعة ، فقال بعض القوم : أرسلوا إلى أبى بصرة الغفارى وعقبة بن عامر الجهنى فإنهما من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فسلوهما عن هذا ، فأرسلوا إليهما فسألوهما ، فقالا : انظروا ، فإن كان أنبت فأسهموا له ، فنظر (١) إلىّ بعض القوم فوجدونى قد أنبتّ ، فأسهموا لى.
(*) حدثنا عبد الملك بن مسلمة ، حدثنا ابن وهب ، عن موسى بن علىّ ، عن أبيه ، عن عمرو بن العاص أنه فتح الاسكندرية الفتحة الأخيرة عنوة قسرا ، فى خلافة عثمان ابن عفان ، بعد موت عمر بن الخطاب رضى الله عنهم أجمعين.
حدثنا عبد الملك بن مسلمة ، حدثنا ابن لهيعة ، قال : كان فتح الإسكندرية الأوّل سنة إحدى وعشرين وفتحها الآخر سنة خمس وعشرين بينهما أربع سنين.
حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، عن الليث بن سعد ، قال : كان فتح الإسكندرية الأول سنة اثنتين وعشرين. وكان فتحها الآخر سنة خمس وعشرين.
__________________
(١) فى طبعة تورى : «فنظروا» والمثبت فى : ك.
(* ـ *) ساقط من طبعة عامر. وهو فى سائر الأصول يضاف إلى ذلك أن السيوطى أورده فى حسن المحاضرة ج ٢ ص ١٦٢ نقلا عن ابن عبد الحكم.