ذمّة للمسلمين ، ويضربون عليهم الخراج ، ويكون خراجهم وما صالح عليه القبط قوّة للمسلمين على عدوّهم ، ولا يجعلون فيئا ولا عبيدا. ففعلوا ذلك*).
ويقال إنما ردّهم عمر بن الخطاب لعهد كان تقدّم لهم.
حدثنا عبد الملك بن مسلمة ، حدثنا ابن لهيعة ، وابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن عوف بن حطّان ، أنه كان لقريات من مصر منها أمّ دنين وبلهيب عهد ، وأن عمر لما سمع بذلك كتب إلى عمرو بن العاص يأمره أن يخيّرهم ، فإن دخلوا فى الإسلام فذاك ، وإن كرهوا فارددهم إلى قراهم.
قال وكان من أبناء السلطيسيّات عمران بن عبد الرحمن بن جعفر بن ربيعة ، وأمّ عياض بن عقبة ، وأبو عبيدة بن عقبة ، وأمّ عون بن خارجة القرشىّ ثم العدوىّ ، وأمّ عبد الرحمن بن معاوية بن حديج ، وموالى أشراف بعد ذلك وقعوا عند مروان بن الحكم ، منهم : أبان ، وعمّه أبو عياض ، وعبد الرحمن البلهيبىّ.
ذكر من قال إن مصر فتحت بصلح
قال ثم رجع إلى حديث موسى بن أيّوب ، ورشدين بن سعد ، عن الحسن بن ثوبان ، عن حسين بن شفىّ ، أن عمرا لما فتح الإسكندرية ، بقى من الأسارى بها ممن بلغ الخراج وأحصى يومئذ ستّمائة ألف سوى النساء والصبيان.
فاختلف الناس على عمرو فى قسمهم فكان أكثر المسلمين يريدون قسمها ، فقال عمرو : لا أقدر على قسمها حتى أكتب إلى أمير المؤمنين ، فكتب إليه يعلمه بفتحها وشأنها ، وأن المسلمين طلبوا قسمها ، فكتب إليه عمر : لا تقسمها ، وذرهم يكون خراجهم فيئا للمسلمين وقوّة لهم على جهاد عدوّهم ، فأقّرها عمرو ، وأحصى أهلها وفرض عليهم الخراج ، فكانت مصر كلها صلحا بفريضة دينارين دينارين على كل رجل ، لا يزاد على أحد منهم فى جزية رأسه أكثر من دينارين إلا أنه يلزم بقدر ما يتوسّع فيه من الأرض والزرع إلا الإسكندرية فإنهم كانوا يؤدّون الخراج والجزية على قدر ما يرى من وليّهم (١) ؛ لأن الإسكندرية فتحت عنوة بغير عهد ولا عقد ، ولم يكن لهم صلح ولا ذمّة.
__________________
(١) ك : «على قدر ما يرى من وليهم».