حدثنا عثمان ، أخبرنا الليث ، قال : كان يزيد بن أبى حبيب ، يقول : مصر كلّها صلح إلا الإسكندرية ، فإنما فتحت عنوة.
حدثنا عثمان بن صالح ، عن بكر بن مضر ، عن عبيد الله بن أبى جعفر ، قال : حدثنى رجل ممن أدرك عمرو بن العاص ، قال : للقبط عهد عند فلان ، وعهد عند فلان ، فسمّى ثلاثة نفر.
حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثنا يحيى بن أيّوب ، عن عبيد الله بن أبى جعفر ، عن شيخ من كبراء الجند ، أن عهد أهل مصر كان عند كبرائهم.
حدثنا هشام بن إسحاق العامرىّ ، عن الليث بن سعد ، عن عبيد الله بن أبى جعفر ، قال : سألت شيخا من القدماء عن فتح مصر ، فقال : هاجرنا إلى المدينة أيّام عمر بن الخطاب وأنا محتلم ، فشهدت فتح مصر. قلت له : فإن ناسا يذكرون أنه لم يكن لهم عهد ، فقال : ما يبالى ألّا يصلّى من قال إنه ليس لهم عهد ، فقلت : فهل كان لهم كتاب؟ فقال : نعم ، كتب ثلاثة : كتاب عند طلما صاحب إخنا ، وكتاب عند قزمان صاحب رشيد ، وكتاب عند يحنّس صاحب البرلس. قلت : كيف كان صلحهم؟ قال : دينارين على كل إنسان جزية وأرزاق المسلمين ، قلت : فتعلم ما كان من الشروط؟ قال : نعم ، ستّة شروط ، لا يخرجون من ديارهم ، ولا تنزع (١) نساؤهم ، ولا كفورهم ، ولا أرضيهم ، لا يزاد عليهم.
وحدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، أنه حدثه عن أبى جمعة مولى عقبة ، قال : كتب عقبة بن عامر إلى معاوية بن أبى سفيان يسأله أرضا يسترفق فيها (٢) عند قرية عقبة ؛ فكتب له معاوية بألف ذراع فى ألف ذراع ، فقال له مولى له كان عنده : انظر أصلحك الله أرضا صالحة ، فقال عقبة : ليس لنا ذلك ، إنّ فى عهدهم شروطا ستّة ، ألا يؤخذ من أنفسهم شىء ، ولا من نسائهم ، ولا من أولادهم ، ولا يزاد عليهم ، ويدفع (٣) عنهم موضع (٤) الخوف من عدوّهم ، وأنا شاهد لهم بذلك.
__________________
(١) ج ، ك : «ولا تنتزع».
(٢) ب ، ج : «بها».
(٣) ج : «وندفع».
(٤) د : «مواضع».