حدثنا عبد الملك بن مسلمة ، حدثنا ابن وهب ، عن أبى شريح عبد الرحمن بن شريح ، عن عبيد الله بن أبى جعفر ، عن أبى جمعة حبيب بن وهب ، قال : كتب عقبة ابن عامر إلى معاوية يسأله بقيعا فى قرية بينى فيه منازل ومساكن ، فأمر له معاوية بألف ذراع فى ألف ذراع ، فقال له مواليه ومن كان عنده : انظر إلى أرض تعجبك ، فاختطّ فيها وابتن ، فقال : ليس لنا ذلك ، لهم فى عهدهم ستّة شروط ، منها : ألا يؤخذ من أرضهم شىء ، ولا يزاد عليهم ، ولا يكلّفوا غير طاقتهم ، ولا يؤخذ ذراريهم ، وأن يقاتل عنهم عدوّهم من ورائهم.
حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثنا يحيى بن أيّوب ، عن عبيد الله بن أبى جعفر ، عن رجل من كبراء الجند ، قال : كتب معاوية بن أبى سفيان إلى وردان أن زد على كل رجل منهم قيراطا ، فكتب وردان إلى معاوية : كيف تزيد عليهم وفى عهدهم ألا يزاد عليهم شىء ، فعزل معاوية وردان.
ويقال إن معاوية إنما عزل وردان كما حدثنا سعيد بن عفير ، أن عتبة بن أبى سفيان ، وفد إلى معاوية فى نفر من أهل مصر ، وكان معاوية ولّى عتبة الحرب ، ووردان الخراج ، وحويت (١) بن زيد الديوان ، فسأل معاوية الوفد عن عتبة ، فقال عبادة بن صمّل المعافرى : حوت بحر يا أمير المؤمنين ، ووعل برّ. فقال معاوية لعتبة : اسمع ما تقول فيك رعيّتك. فقال : صدقوا يا أمير المؤمنين ، حجبتنى عن الخراج ولهم علىّ حقوق ، وأكره أن أجلس فأسأل فلا أفعل فأبخل فضمّ إليه معاوية الخراج.
حدثنا عبد الملك بن مسلمة ، حدثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، وابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن عوف بن حطّان ، أنه قال كان لقريّات (٢) من مصر منهن (٣) أمّ دنين وبلهيب عهد ، وأن عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما سمع بذلك كتب إلى عمرو بن العاص ، يأمره أن يخيّرهم ، فإن دخلوا فى الإسلام فذلك ، وإن كرهوا فارددهم إلى قراهم.
قال : وحدثنا عبد الملك بن مسلمة ، حدثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ،
__________________
(١) تحرفت فى طبعة عامر إلى «حويث».
(٢) ب : «بقريات».
(٣) فى طبعة تورى : «منهم» والمثبت فى : ك ، وحسن المحاضرة ١ : ١٢٥ وهو ينقل عن ابن عبد الحكم.