عن يحيى بن ميمون الحضرمىّ ، قال : لما فتح عمرو بن العاص مصر صولح على جميع من فيها من الرجال من القبط ممّن راهق الحلم إلى ما فوق ذلك ، ليس فيهم (١) امرأة ولا صبىّ ولا شيخ على دينارين دينارين ، فأحصوا لذلك فبلغت عدّتهم ثمانية آلاف ألف.
(*) حدثنا عثمان بن صالح ، حدثنا ابن وهب ، قال : سمعت حيوة بن شريح ، قال : سمعت الحسن بن ثوبان الهمدانىّ ، يقول : حدثنى هشام بن أبى رقيّة اللخمى ، أن عمرو ابن العاص لما فتح مصر قال لقبط مصر : إن من كتمنى كنزا عنده فقدرت عليه قتلته ، وإن نبطيّا (٢) من أهل الصعيد ، يقال له بطرس ، ذكر لعمرو أن عنده كنزا ، فأرسل إليه فسأله ، فأنكر وجحد ، فحبسه فى السجن ، وعمرو يسأل عنه : هل يسمعونه يسأل عن أحد؟ فقالوا : لا ، إنما سمعناه يسأل عن راهب فى الطور ، فأرسل عمرو إلى بطرس ، فنزع خاتمه من يده ، ثم كتب إلى ذلك الراهب ، أن ابعث إلىّ بما عندك ، وختمه بخاتمه ، فجاءه رسوله بقلّة شأميّة مختومة بالرصاص ، ففتحها عمرو ، فوجد فيها صحيفة مكتوب فيها : ما لكم تحت الفسقيّة الكبيرة ؛ فأرسل عمرو إلى الفسقيّة ، فحبس عنها الماء ، ثم قلع البلاط الذي تحتها ، فوجد فيها اثنين وخمسين إردبا ذهبا مضروبة ، فضرب عمرو رأسه عند باب المسجد. فذكر ابن أبى رقيّة أنّ القبط أخرجوا كنوزهم شفقا أن يبغى على أحد منهم فيقتل ، كما قتل بطرس (٣).
حدثنا عثمان بن صالح ، حدثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، أن عمرو بن العاص استحلّ مال قبطىّ من قبط مصر ، لأنه استقرّ عنده أنه يظهر الروم على عورات المسلمين ، ويكتب إليهم بذلك ، فاستخرج منه بضعة وخمسين إردبّا دنانير.
قال : ثم رجع إلى حديث يحيى بن أيّوب ، وخالد بن حميد ، قال : ففتح الله أرض مصر كلها بصلح غير الإسكندرية ، وثلاث قريات ظاهرت الروم على المسلمين : (٣) سلطيس ، ومصيل ، وبلهيب ، فإنه كان للروم جمع فظاهروا الروم على المسلمين (٣) ، فلما ظهر عليها المسلمون استحلّوها وقالوا : هؤلاء لنا فىء مع الإسكندرية ، فكتب عمرو
__________________
(١) ب : «فيها».
(* ـ *) قارن بالسيوطى ج ١ ص ١٢٣ ـ ١٢٤ وهو ينقل عن ابن عبد الحكم.
(٢) فى السيوطى ج ١ ص ١٢٣ وهو ينقل عن ابن عبد الحكم «قبطيا».
(٣ ـ ٣) ساقط من طبعة عامر.