ثم رجع إلى حديث عثمان ، قال : ثم هلك كاشم بن معدان ، فملكهم بعده فرعون موسى قال غير عثمان : واسمه طلما قبطىّ من قبط مصر.
(١) وحدثنا أبى عبد الله بن عبد الحكم ، قال : سمعت الليث بن سعد وابن لهيعة. أو أحدهما يقول : كان قبطيّا من قبط مصر ، يقال له طلما (١).
حدثنا سعيد بن عفير ، حدثنا عبد الله بن أبى فاطمة ، عن مشايخه قال : كان من فران بن بلىّ ، واسمه الوليد بن مصعب ، وكان قصيرا أبرش يطأ فى لحيته.
حدثنا سعيد بن عفير ، قال : حدثنا عن هانئ بن المنذر أنه كان من العماليق وكان يكنّى بأبى مرّة.
وحدثنا يزيد بن أبى سلمة ، عن جرير ، عن عبد الملك بن ميسرة ، عن النّزال بن سبرة ، عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه ، قال : كان فرعون أثرم. ويقال بل هو رجل من لخم ، والله أعلم ،
فمن زعم أنّه من العماليق فقد ذكرنا السبب الذي به ملكت العماليق مصر ومن زعم أنه من فران بن بلىّ فإنّ سعيد بن عفير قد حدثنا قال : حدثنا عبد الله بن أبى فاطمة ، عن مشايخه ، أن ملك مصر توفّى ، فتنازع الملك جماعة من أبناء الملك ـ ولم يكن الملك عهد ـ ولمّا عظم الخطب بينهم تداعوا إلى الصلح ، فاصطلحوا على أن يحكم بينهم أوّل من يطّلع من الفجّ فجّ الجبل ، فاطّلع فرعون بين عديلتى نطرون ، قد أقبل بهما ليبيعهما ، وهو رجل من فران بن بلىّ ، فاستوقفوه ، وقالوا : إنا قد جعلناك حكما بيننا فيما تشاجرنا فيه من الملك ، وآتوه مواثيقهم على الرضا. فلما استوثق منهم ، قال : إنى قد رأيت أن أملّك نفسى عليكم ؛ فهو أذهب لضغائنكم ، وأجمع لأموركم ، والأمر من بعد إليكم. فأمّروه عليهم لنفاسة بعضهم بعضا وأقعدوه فى دار الملك بمنف ، فأرسل إلى صاحب أمر كلّ رجل منهم ، فوعده ومنّاه أن يملّكه على ملك صاحبه ، ووعدهم ليلة يقتل فيها كلّ رجل منهم صاحبه ، ففعلوا. ودان له أولئك بالربوبيّة ، ولم يكن لهم تكبّر الملوك ، والله أعلم. فملكهم نحوا من خمسمائة سنة ، وكان من أمره وأمر موسى عليهالسلام ما قصّ الله تبارك وتعالى من خبرهم فى القرآن.
__________________
(١ ـ ١) ساقط من طبعة عامر.