ويقول مغلطاي : «إنه لما شاع قبل ولادته : أن نبيا اسمه محمد ، هذا إبان ظهوره ، سمى جماعة أبناءهم محمدا ، رجاء أن يكون هو ، منهم محمد بن سفيان بن مجاشع الخ .. ثم عد جماعة من المسمين بهذا الاسم» (١).
ولما دعا رسول الإسلام بعض المدنيين ـ قبل الهجرة ـ إلى الإسلام ، قال بعضهم لبعض :
يا قوم ، إن هذا الذي كانت اليهود يدعوننا به ، أن يخرج في آخر الزمان ، وكانت اليهود إذا كان بينهم شيء ، قالوا : «إننا ننتظر نبيا يبعث الآن يقتلكم قتل عاد وثمود ، فنتبعه ، ونظهر عليكم معه إلخ ..» (٢).
مناطق سكنى أهل الكتاب :
وبعد ، فإن النصارى لم يتوغلوا في قلب الجزيرة العربية ، بل كانوا يسكنون على أطرافها : الحيرة ، وبلاد الشام ، وكانت بعض القبائل العربية تدين بالنصرانية ، دون أن يلتزموا بطقوسها الدينية إلا بصورة ضعيفة كما سنرى.
أما اليهود ، فقد كانوا أولا هم حكام يثرب ، بعد أن قدموها من بلاد فلسطين ، فرارا من الاضطهاد الذي حاق بهم ، ثم قدمها الأوس والخزرج القحطانيون من اليمن ، وتغلبوا عليها ، وحصروا اليهود ـ وهم ثلاث قبائل : بنو النضير ، وقينقاع ، وقريظة ـ في مناطق معينة في المدينة وأطرافها ، وكانوا يسكنون فدكا وتيماء أيضا.
__________________
(١) راجع : سيرة مغلطاي ص ٧.
(٢) الثقات ، لابن حبان ج ١ ص ٩٠.