تقديس البيت ، ومن احترام سدنته ويفقدهم ـ من ثم ـ أعز وأغلى ما لديهم.
ومن هنا فإنه وإن كان في قريش جماعات شريرة ، لا ترجع إلى دين ، وهم أصحاب حلف الأحلاف «لعقة الدم» ، لكن قد كان في مقابلهم رجال أشراف كرام لا يرضون بما يصدر من أولئك ، ويحاولون إرجاع الحق إلى نصابه ما أمكنهم ذلك ، ومن هنا كانت المبادرة إلى عقد حلف المطيبين ، وبعده حلف الفضول ، الذي ينص على أن ترد كل مظلمة إلى صاحبها ، لا فرق بين قرشي وغيره ، وعلى التأسي بالمعاش (١).
أنا ابن الذبيحين :
ويذكرون هنا : أنه حين لقي عبد المطلب ـ وهو يحفر زمزم ـ من قريش ما لقي : من مخاصمتها إياه في شأن تلك البئر ، وشدتها عليه ، حلف لئن ولد له عشرة نفر لينحرن أحدهم ، فلما ولدوا له دعاهم إلى الوفاء لله بالنذر ؛ فأجابوه ، فضرب القداح فخرجت على ولده عبد الله أصغر بني أبيه ، على حد تعبير ابن هشام.
ونقول :
الصحيح : بني أمه ، وإلا ، فإن الحمزة والعباس كانا أصغر منه.
إلا أن يقال : إنهما لم يكونا قد ولدا بعد.
والظاهر : أن المقصود بالعشرة : ما يشمل أولاد أولاده. وقد ذكروا : أنه كان للحرث بن عبد المطلب ولدان ؛ هما أبو سفيان ونوفل ، بل ذكر
__________________
(١) سيأتي الحديث عن ذلك مفصلا في فصل : من الميلاد إلى البعثة.