وأدبا ، وسلوكا.
مع العلم بأن كثيرا من الأحداث قد جاءت مرتبطة بالقرآن ، وكانت سببا في نزول طائفة من آياته ولا بد من الاستدلال به عليها ، فنقول :
إعجاز القرآن :
لقد تحدى الله أعداء الإسلام بأن يأتوا بمثل القرآن ، فلما عجزوا تحداهم بأن يأتوا بعشر سور من مثل القرآن ، فعجزوا عن ذلك أيضا ، ثم صعّد تحديه لهم ، وطلب منهم أن يأتوا بسورة واحدة من مثله ، فلو أنهم استطاعوا أن يأتوا ولو بقدر سورة الكوثر ، التي هي سطر واحد ، لثبت بطلان هذا الدين الجديد من أساسه ، ما دام أنه هو قد قبل بهذا التحدي مسبقا ، ولكانوا قد وفروا على أنفسهم الكثير من الويلات ، التي أقدموا عليها بإعلانهم الحرب على النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ، والتي أدت إلى إزهاق النفوس الكثيرة ، وهدر الطاقات العظيمة ، وغير ذلك من مصائب وكوارث ، انتهت بهزيمتهم ، وانتصار الإسلام وقائده الأعظم «صلى الله عليه وآله».
فما هي تلك الخصيصة التي في القرآن ، والتي جعلتهم يعجزون عن مجاراته ، وحتى عن أن يأتوا ب (بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ)؟! (١).
بل ما هي تلك الخصيصة التي سوغت التحدي بالقرآن للإنس والجن معا دون اختصاص بزمان دون زمان ، قال تعالى :
(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا
__________________
(١) الآية ٢٣ من سورة البقرة.