قلبه ، فاستخرج القلب ، واستخرج منه علقة ؛ فقال : هذا حظ الشيطان منك ، ثم غسله في طست من ذهب ، بماء زمزم ، ثم لأمه ، ثم أعاده في مكانه.
وجاء الغلمان يسعون إلى أمه ـ يعني ظئره ـ فقالوا : إن محمدا قد قتل ، فاستقبلوه ، وهو منتقع اللون.
قال أنس : وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره (١).
وكان ذلك هو سبب إرجاعه «صلى الله عليه وآله» إلى أمه» (٢).
وكتب الحديث والسيرة عند غير الإمامية لا تخلو عن هذه الرواية غالبا ، بل قد ذكروا أنه قد شقّ صدره «صلى الله عليه وآله» خمس مرات ، أربع منها ثابتة : مرة في الثالثة من عمره ، وأخرى في العاشرة ، وثالثة عند مبعثه ، ورابعة عند الإسراء ، والخامسة فيها خلاف.
توجيه غير وجيه :
ويقولون : إن تكرار شق صدره إنما هو زيادة في تشريفه «صلى الله عليه وآله» ، وقد نظم بعضهم ذلك شعرا فقال :
أيا طالبا نظم الفرائد في عقد |
|
مواطن فيها شق صدر لذي رشد |
لقد شق صدر للنبي محمد |
|
مرارا لتشريف ، وذا غاية المجد |
فأولى له التشريف فيها مؤثل |
|
لتطهيره من مضغة في بني سعد |
__________________
(١) صحيح مسلم ج ١ ص ١٠١ ـ ١٠٢ وفيه ثمة روايات أخرى عن شق صدره «صلى الله عليه وآله» فليراجع من أراد.
(٢) سيرة ابن هشام ج ١ ص ١٧٤ ـ ١٧٥ ، وتاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٠ ، وغير ذلك.