وكذا قولهم : إنه «صلى الله عليه وآله» قد دخل على خديجة قبل التزويج ، فأخذت بيده فضمتها إلى صدرها (١) ، إلى غير ذلك من كلام عجيب وغريب ، يتناقض تماما مع كل أخلاق وسجايا النبي «صلى الله عليه وآله» وسيرته ، فإن كل ذلك كذب ، ليس الهدف منه إلا الحط من كرامة النبي «صلى الله عليه وآله» وتنقصه من قبل أعداء الإسلام ، ومصائد الشيطان ، نعوذ بالله من الخذلان.
هل تزوج صلّى الله عليه وآله خديجة طمعا في مالها؟!
هذا ، وقد جاء في كلمات بعض المتهمين على الإسلام كلام باطل ، تكذبه كل الشواهد التاريخية ، وهو أنه «صلى الله عليه وآله» إنما تزوج خديجة طمعا في مالها (٢).
ولسنا نريد الإسهاب في الإجابة على هذا الهذيان ، فإن حياة النبي «صلى الله عليه وآله» من بدايتها إلى نهايتها لخير شاهد على أنه «صلى الله عليه وآله» ما كان يقيم للمال وزنا.
وقد أنفقت خديجة سلام الله عليها كل أموالها طائعة راغبة ، ليس على النبي «صلى الله عليه وآله» وملذاته ، وإنما على الدعوة إلى الإسلام ، وفي سبيل هذا الدين.
وأيضا ، فإن خديجة هي التي عرضت نفسها على النبي «صلى الله عليه
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ١ ص ١٤٠.
(٢) النبوة ، للشيخ محمد حسن آل ياسين ص ٦٣.