ذلك الحلف ، وكان فتح مكة لذلك (١).
ملاحظات هامة على حلف الفضول :
١ ـ إن دعوة الحسين «عليه السلام» بحلف الفضول ، إنما كانت منه «عليه السلام» لأنه لم يكن لينقض الهدنة التي عقدها الإمام الحسن «عليه السلام» .. كما أنه كان يعلم من خلال دراسته للأوضاع وللنفسيات أن هذه الدعوة سوف لن تنتهي إلى حد الخطر الأقصى ، وقد كان يهدف منها إلى تعريف الناس على واقع وحقيقة بني أمية ، وأنهم ظالمون عتاة ، لا يهمهم إلا الدنيا وحطامها وأن الهاشميين ، وأهل البيت هم الذين يهتمون بالحفاظ على العهود والمواثيق التي تهدف إلى نصرة المظلوم ، والدفاع عن الحق.
وقد خاف معاوية من هذا الأمر بالذات ، فاستسلم للحسين «عليه السلام» ، وأرجع الحق إلى أصحابه.
كما أن هذه الدعوة قد كانت في ظرف حرج ، لا يمكن اللجوء فيه إلى أية وسيلة أخرى غيرها ، حتى ولا وسيلة الثورة العامة ضد تلك الطغمة الفاسدة.
إذ إن إعلانه «عليه السلام» للثورة العامة حينئذ ، وفي مناسبة كهذه ، لسوف يفسر على أنه لدوافع شخصية ، ولا علاقة له بالدفاع عن الدين والأمة ، لا من قريب ولا من بعيد.
وعليه فلو استشهد الإمام الحسين «عليه السلام» والحالة هذه ، فسوف لا يكون لقتله أية فائدة تعود على الدين والأمة ، بل ربما يكون ضرر ذلك
__________________
(١) سيأتي الحديث عن ذلك في فتح مكة إن شاء الله تعالى.