أكثر من نفعه ؛ وذلك عندما يلاحق ذلك معاوية الداهية بحملة دعائية مغرضة ، يقضي فيها على الأمل الوحيد للأمة ، ويفصل المجتمع المسلم نفسيا وفكريا عن أهل البيت «عليهم السلام» بشكل عام ، وعن أئمتهم بصورة خاصة.
وذلك لأن الظروف التي أوصلت معاوية إلى الحكم ، وإن كانت واضحة لدى كثيرين من أهل العراق والحجاز ، إلا أن أهل الشام ، الذين لم يعرفوا إلا الإسلام السفياني ، إسلام المصالح والأهواء ، الإسلام الذي يستحل كل شيء في سبيل الوصول إلى الأهداف الشخصية ، واللذات الفردية.
نعم ، إن أهل الشام الذين لم يتربوا تربية إسلامية صحيحة ، ولا عرفوا عليا وأهل البيت على حقيقتهم ، ولا عرفوا إسلام علي ، ولا مبادئ علي ، ولا أهداف علي «عليه السلام» ، بل كان الأمويون يظهرون لهم : أنهم هم قرابة النبي «صلى الله عليه وآله» وهم أهل بيته ، حتى ليدعي عشرة من أمرائهم وقوادهم : أنهم ما كانوا يعرفون للنبي «صلى الله عليه وآله» أهل بيت غير بني أمية (١).
__________________
(١) النزاع والتخاصم للمقريزي ص ٢٨ ، وشرح النهج للمعتزلي ج ٧ ص ١٥٩ ، ومروج الذهب ج ٣ ص ٣٣ ، وعن دعواهم الخلافة بالقرابة من رسول الله «صلى الله عليه وآله» راجع : العقد الفريد ط دار الكتاب العربي ج ٢ ص ١٢٠ ؛ والحياة السياسية للإمام الرضا «عليه السلام» للمؤلف ص ٥٤ ـ ٥٥.