وأما أنا فلا أدري ما أقول في ورقة هذا. وفي كل واد أثر من ثعلبة ، فهو يحشر في كل كبيرة وصغيرة ، فيما يتعلق بالرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» ، وإن ذلك ليدعوني إلى الشك في كونه شخصية حقيقية ، أو أسطورية.
ويلاحظ : أن نفس الدور الذي يعطى لأبيها تارة ، ولعمها أخرى ، يعطى لورقة بن نوفل ثالثة حتى الجمل والكلمات ، فضلا عن المواقف والحركات ، فلتراجع الروايات التي تحكي هذه القضية ، وليقارن بينها (١) ، وسيأتي إن شاء الله مزيد من الكلام حول ورقة هذا.
نعود إلى القول : إن أبا طالب قد ذهب لخطبة خديجة ، وليس حمزة الذي اقتصر عليه ابن هشام في سيرته (٢) لأن ذلك لا ينسجم مع ما كان لأبي طالب من المكانة والسؤدد في قريش ، من جهة ، ولأن حمزة كان يكبر النبي «صلى الله عليه وآله» بسنتين أو بأربع (٣) كما قيل من جهة أخرى.
هذا بالإضافة إلى مخالفة ذلك لما يذكره عامة المؤرخين في المقام.
وقد اعتذر البعض عن ذلك : بأن من الممكن أن يكون حمزة قد حضر مع أبي طالب ؛ فنسب ذلك إليه (٤).
وهو اعتذار واه ؛ إذ لماذا لم ينسب ذلك إلى غير حمزة ، ممن حضر مع أبي
__________________
(١) راجع المصادر المتقدمة والآتية.
(٢) راجع : سيرة ابن هشام ج ١ ص ٢٠١ والسيرة الحلبية ج ١ ص ١٣٨ ونقل أيضا عن المحب الطبري.
(٣) تقدمت مصادر ذلك حين الحديث حول إرضاع ثويبة لرسول الله «صلى الله عليه وآله».
(٤) السيرة الحلبية ج ١ ص ١٣٩.