أخبرني بعض البصريين قال : لما قبض النبي صلىاللهعليهوسلم قال المغيرة بن شعبة لعلي : قم فاصعد المنبر ، فإنّك إنّ لم تصعد صعد غيرك ، قال : فقال علي : والله إنّي لأستحيي أن أصعد المنبر ، ولم أدفن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : فصعد غيره.
قال : وقال له المغيرة بن شعبة : حين كانت الشورى انزع (١) نفسك منهم ، فإنهم لن يبايعوا غيرك.
قال : ونا يوسف ، نا جرير ، عن المغيرة قال : قال المغيرة بن شعبة لعلي حين قتل عثمان : اقعد في بيتك ولا تدع الناس إلى نفسك ، فإنّك لو كنت في جحر بمكة لم يبايع الناس غيرك (٢).
قال : وقال المغيرة بن شعبة : لئن لم تطعني في هذه الرابعة لاعتزلتك ، ابعث إلى معاوية عهده ثم اخلعه بعد ذلك ، فلم يفعل ، فاعتزله المغيرة بن شعبة باليمن (٣) ، فلما اشتغل علي [و](٤) معاوية فلم يبعثوا إلى الموسم أحدا ، جاء المغيرة بن شعبة فصلّى بالناس ودعا لمعاوية (٥).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد ، وأبو الغنائم ابنا أبي عثمان ، وأبو القاسم بن البسري ، وأحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري ، وأبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد الأنباري ، قالوا : أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدي يعقوب بن شيبة ، نا أبو عثمان الزّنبري (٦) سعيد بن داود بن أبي زنبر المدني (٧) ، نا مالك بن أنس ، عن عمّه أبي سهيل بن مالك ، عن أبيه قال :
لقي عمّار بن ياسر المغيرة بن شعبة في زقاق من سكك المدينة ، وهو متوشّح سيفا ، فناداه : يا مغير (٨) ، فقال : ما تشاء ، قال : هل لك في الله عزوجل؟ قال : وأين هو؟ قال :
__________________
(١) في د : انزع نفسك ، انزع نفسك منهم.
(٢) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن د.
(٣) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وم ، وسير الأعلام ، وفي طبقات ابن سعد : بالطائف.
(٤) سير الأعلام ٢ / ٢٩.
(٥) رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (٤١ ـ ٦٠) ص ١٢٢ وسير الأعلام ٢ / ٢٩.
(٦) تحرفت بالأصل وم ود ، و «ز» إلى : الزبيري ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٧ / ١٨٠.
(٧) من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٢٩ مختصرا.
(٨) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي د : يا مغيرة.