جابار مواظبا على طلب العلم ، جيّد القراءة للحديث ، حسن الخط له ، كثير الحفظ ، لكنه ابتلي ، وكان قد ولي القضاء بدميرة (١).
٧٦٢٩ ـ مكّي بن الحسن بن المعافى بن هارون بن علي
أبو الحزم (٢) السّلمي الجبيلي
من أهل جبيل.
سمع بدمشق : أبا القاسم بن أبي العلاء ، وأبا علي الحسن بن علي بن الحسين بن صصرى ، وسهل بن بشر ، ومقاتل بن مطكود.
وذكر لي أنه سمع بأطرابلس أبا عبد الله القضاعي صاحب الشهاب ، وسعد بن علي بن محمّد النسوي ، ونصر بن الحسن الشاشي ، ولم يكن عنده عنهم شيء ، وإنما وجدنا سماعاته بدمشق في كتب الناس.
سمعت منه شيئا يسيرا ، وكان شيخا متسنّنا (٣) ، مستورا ، مديما لتلاوة القرآن في المصحف.
أخبرنا أبو الحزم (٤) مكّي بن الحسن ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سليمان ، نا يحيى بن أبي طالب ، أنا علي بن عاصم ، نا حصين بن عبد الرّحمن ، عن هلال بن يساف ، عن عبد الله بن ظالم المازني قال :
كنت إلى جنب سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، فلما أن خرج معاوية من الكوفة استعمل المغيرة بن شعبة على الكوفة ، قال سعيد بن زيد : فقام ، فأخذ بيدي ، فتبعته ، فقال : أشهد على التسعة أنهم في الجنّة ، ولو شهدت على العاشر لم آثم ، قلت : ومن ذاك؟ قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اثبت حراء فإنه ليس عليك إلّا نبيّ أو صدّيق ، أو شهيد» ، قال له : ومن هم يا رسول الله؟ قال : رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، والزّبير ، وطلحة ، وعبد الرّحمن بن عوف ، وسعد بن مالك» ، قال : ثم سكت ، قلت : من العاشر (٥)؟ قال : أنا.
سئل أبو الحزم عن مولده فقال : في ذي الحجّة من سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة
__________________
(١) دميرة : قال ياقوت في معجم البلدان : بفتح أوله وكسر ثانيه : قرية كبيرة بمصر قرب دمياط.
(٢) جاءت في د ، و «ز» ، وم : الحرم ، بدون إعجام.
(٣) سقطت من م.
(٤) هنا وردت بدون إعجام بالأصل ود ، و «ز» ، وم.
(٥) ذكر في الرواية تسعة ، وأولهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو ما اقتضاه السياق من أول الحديث أنه ليس عليك إلّا نبيّ ...