أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي ، أنا محمّد بن علي بن الفتح ، وعلي بن أحمد الملطي ، قالا : أنا أحمد بن محمّد بن دوست ـ زاد محمّد : ومحمّد بن عبد الله ابن أخي ميمي قالا : ـ أنا الحسين بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني أبو سعيد المدني (١) ، حدّثني عثمان بن عبد الرّحمن القرشي قال : تعرّض رجل لموسى بن عبد الله فسبّه ، فتمثل موسى ببيتي ابن ميّادة :
أظنّت سفاها من سفاهة رأيها |
|
أن اهجوها لمّا هجتني محارب |
فلا وأبيها إنّني بعشيرتي |
|
ونفسي عن ذاك المقام لراغب |
أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر ابن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير قال : وحدّثني بعض القرشيين قال : جرى بين موسى بن عبد الله بن حسن وبين محمّد بن إسماعيل المطيعي [قول في براعتهم في أمر بين ، فأسرع موسى إلى المطيعي فتحالم المطيعي](٢) عنه ثم التقيا بعد ذلك ، فأحدّ موسى النظر إليه ، فقال له المطيعي : ما لك يا أبا حسن تحدّ النظر إليّ وتستطيل بالخيلاء علي ، أغرّك إحساني إليك وتطول بالعفو عنك ، فو الله لخير لك أن تريع على طلعك وتقيس قبرك بشرّك ، لتعرف حالك من حال غيرك ، فقال له موسى : ما رأيتك ولو رأيتك ما عرفتك ، فإنك للظالم القوي العي القريب من كل سوء ، البعيد من العفو ، فأما في القبر والشبر ، فإن قبري من شبري ، وشبري من كفّ رحيبة الذراع طويلة الباع يقيمها ما يقعدك ، ويخفضها ما يرفعك (٣) ، وأما في جهل حالي وحالك فما جهلت منهما من شيء ، فإنّي عارف بأنّي خير منك أمّا وأبا ونفسا ونسبا ، وإن رغم أنفك وتصاغرت إليك نفسك.
٧٧٣١ ـ [موسى (٤) بن عبد الله المأمون بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد
الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي (٥)
قدم دمشق مع جعفر المتوكل سنة أربع وأربعين ، فيما قرأته بخط عبد الله بن محمد الخطابي.
__________________
(١) في م : المديني.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن د ، و «ز» ، وم.
(٣) في د ، و «ز» ، وم : ويرفعها ما يخفضك.
(٤) الترجمة التالية سقطت من الأصل ، واستدركت بكاملها عن د ، و «ز» ، وم.
(٥) لم يذكره ابن حزم في أولاد المأمون.